شعراء اليمن يرفضون تكريمهم بعد الوفاة
أعلن عدد من الشعراء والأدباء اليمنيين، رفضهم لأي تكريم بعد وفاتهم، كإجراء احتجاجي على ما اعتادت عليه المؤسسات الثقافية الرسمية من تقليد لتكريمها المبدعين بعد فاتهم وتهميشهم خلال حياتهم.
وأشاروا في أحاديث متفرقة لوكالة أنباء الشعر، بأن هذه الخطوة تعد" تكريم في الوقت الضائع" وصحوة ضمير متأخرة. وأوضحوا بأن العديد من المبدعين من الشعراء والأدباء يُقابلون بالتهميش والنسيان خلال حياتهم ، وعندما يغادرون الحياة تنتاب المؤسسات الثقافية حالة من تأنيب الضمير، لتُعلن عن تكريم الأديب الراحل والشاعر الفقيد.
تكريم الوقت الضائع!
فهاهو الشاعر الكاتب جميل مفرح، يصف ظاهرة تكريم المبدعين بعد وفاتهم بـ" تكريم الوقت الضائع" مشيرا بأن هناك الكثير من المآخذ على هذه الظاهرة. ويقول، إن الحاصل في اليمن والوطن العربي بصفة عامة، أن يظل الأديب والمبدع منسي ولا يتم الالتفات له إلا بعد وفاته.
فأنا كمبدع أتمنى أن يتم تكريمي من خلال طباعة أعمالي والعمل على نشرها ليس على المستوى المحلي فقط، بل على المستوى العربي. فبالنسبة لي لم ينشر لي حتى نص واحد داخل اليمن، إلا بعد أن تم النشر لي خارج اليمن .
لذا فهناك الكثير من النجوم التي تظهر وتأفل فجأة دون أن يتم الالتفات لها. من هنا فإن وزارات الثقافة في الوطن العربي معنية بالاهتمام بالمبدعين وإعطاءهم حقهم من الرعاية والتكريم.
فنسيان المبدع طوال حياته وتذكره بعد وفاته من خلال تكريمه، هذا بنظري غير مجدي وغير منصف إطلاقا.
أنا ضد!
من جانبها تقول الأديبة غادة السمان، بأن تكريم الأدباء والمثقفين بعد وفاتهم وعدم الاهتمام بهم أثناء حياتهم، يعد تقليل من شأن المبدعين وعدم الاعتراف بمكانتهم ودورهم الثقافي بالمجتمع.
وتتابع، من هنا أنا ضد تهميش المبدعين خلال مسيرتهم وتذكرهم فقط بعد وفاتهم. فالتكريم الحقيقي يكون من خلال الاحتفاء بإبداعات نتاجات هؤلاء الأدباء، ومنحهم الفرصة والمساحة الواسعة في هذه الحياة. والعمل على نشر ابداعاتهم على طول وعرض الساحة الثقافية العربية.
أمر طبيعي!
أما الكاتب والأديب سامي الشاطبي، فإن له وجهة نظر مخالفة تماما ، فهو يرى بأن تكريم المبدعين سواء خلال حياتهم أو بعد وفاتهم، يعد أمرا طبيعيا. مؤكدا بأن الأدباء والمبدعين لا يموتون، بل هم أحياء من خلال نتاجاتهم وعطاءاتهم.
صحوة ضمير متأخرة!
الشاعر عبد القادر محمد ، أعلن من جانبه رفضه عملية تكريمه بعد وفاته، مشيرا بأن تجاهل ونسيان عطاءات وإبداعات الأديب خلال عقود من الزمن ، وفجأة بعد وفاته تتحرك وتسارع الجهات المعنية لإعلان تكريمه ، لايمثل سوى" صحوة ضمير متأخرة" . مؤكدا بأن هذه الخطوة مرفوضة ، كونها تدخل في إطار "النفاق الثقافي" نتيجة تأنيب الضمير والاستهلاك الإعلامي.
التعليقات