عبر الشيخ صالح محمد بن شاجع – رئيس التحالف الوطني لصنع السلام في اليمن – عن شكره وتقديره العالي، لكل المكونات السياسية والاجتماعية والشخصيات الوطنية التي رحبت بمخرجات المؤتمر اليمني الأوروبي للسلام، الذي انعقد في العاصمة الألمانية برلين في الـ 29 من يناير الفائت، وأعلنت تأييدها لما تضمنه البيان الختامي الصادر عن المؤتمر.
كما عبر بن شاجع عن بالغ تقديره لكافة الجهود اليمنية والإقليمية والأوروبية التي اسهمت في انجاح المؤتمر الذي هدف للإيقاف الفوري للحرب في اليمن، وإنهاء معاناة اليمنيين، بعد أربع سنوات من الاقتتال خلفت دماراً واسعاً وكارثة إنسانية هي الأسوأ على مستوى العالم.
وأكد بن شاجع على ضرورة تكامل الجهود الوطنية وتوفر القناعات الصادقة والحقيقية لإخراج اليمن من مأزقه الراهن قبل فوات الأوان.
وقال إن العمل الوطني يجب أن يتجرد من الحسابات الشخصية والأحقاد وثارات الماضي، وأن يكون اليمن واليمنيين فوق كل اعتبار.
ودعا بن شاجع كافة أبناء اليمن، إلى التحرك الجاد لصناعة السلام في بلدهم، وايجاد أرضية مشتركة تمهد لطاولة حوار تظم كافة المكونات، برعاية أهل الحل والعقد من عقلاء وحكماء اليمن وقبائلها العريقة والقادرة على حل الأزمة وإنهاء الفتنة، وفقا للعادات والتقاليد الأصيلة والأعراف والأسلاف الحميدة التي لا يعلم ولا يعمل بها سوى أبناء اليمن، وهي الكفيلة بإعادة اليمنيين للعيش بأمان وسلام في ظل وطن يصون دمائهم ويحفظ أموالهم وحقوقهم.
وقال بن شاجع: يا أهل اليمن، اتقوا الله في بلدكم، وتوجهوا صوب المشاركة الواسعة لصنع السلام بإعلاء لغة الحوار والتعايش، وتجاوز كل مخلفات وثارات الحرب، فأنتم أهل حكمة وإيمان والقادرون على انقاذ اليمن واخراجها من تحت ركام الخراب والدمار وفق رؤية يمنية أصيلة، ولا تركنوا لأطراف الصراع في إنهاء الحرب، فهم لا يستطيعون بمفردهم إخراج اليمن او أنفسهم من المأزق الراهن، ما لم يكن هناك تكاتف شعبي ومشاركة مجتمعية واسعة لصنع السلام في اليمن، ولا تنتظروا للحلول لتأتيكم من الخارج، ما لم تقودوا زمام المبادرة من الداخل نحو السلام، بالحوار الجاد والحقيقي على قاعدة المصلحة الوطنية والمصالحة الشاملة التي لا تستثني أحد.
وحذر بن شاجع من الانصات لتجار الحروب وصناع الأزمات ومستثمري دماء اليمنيين ومقدرات وطنهم، كما حذر من الأبواق الإعلامية الداعية للفتنة والمستمرة في اشعال نار الصراع والاقتتال.
وقال: اليمن تنهار وتتفتت، والانفلات يعم مختلف المحافظات، التي تعاني من انعدام النظام والقانون الذي يتساوى أمامه الجميع، ومن المؤسف أن نرى من بين اليمنيين من يؤيد تدمير اليمن، بنيته التحتية واقتصاده ومنشآته، ويبرر قتل الأبرياء، ويسعى للإبقاء على جذوة الحرب مشتعلة، اكثر من الحفاظ على اليمن واهله، حاضره ومستقبله.
واختتم بن شاجع نداءه بدعوة أبناء الشعب اليمني بكل مكوناته وأطيافه وأفراده لاستحضار الحكمة اليمانية، وانقاذ اليمن من هاويته السحيقة، بعد أن وصلت البلاد إلى مرحلة الانهيار الكامل، أرضاً وإنساناً، وبعد أن تشرد أبناء اليمن، وبات الملايين منهم يعيشون على الصدقات والمعونات الخارجية وهو شعب عزيز كريم، يضرب بجذوره في اعماق التاريخ، ويستحق أن يعيش بعزة وكرامة ورفعة.