حظي المؤتمر اليمني الاوروبي للسلام الذي انعقد في العاصمة الالمانية برلين في الـ 29 من يناير الفائت، باهتمام اعلامي واسع على المستوى المحلي والاقليمي والدولي، وحصل على تأييد كبير من اطراف سياسية ومجتمعية متنوعة.
و يهدف المؤتمر للإيقاف الفوري للحرب في اليمن، وانهاء معاناة اليمنيين بفتح المعابر والطرقات بين كافة المدن اليمنية. واكدت وسائل اعلام عربية على حاجة اليمن للسلام بعد نحو اربعة أعوام من الحرب والدمار، التي خلفت كارثة انسانية هي الاسوأ على مستوى العالم.
بينما اجمعت التغطيات الصحفية اليمنية التابعة لمختلف الاطراف السياسية والاتجاهات الاعلامية على اهمية انعقاد مثل هذا المؤتمر وحاجة اليمن للسلام.
واعلنت عدد من الاحزاب السياسية والمكونات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات في بيانات صادرة عنها، تأييدها لمخرجات المؤتمر اليمني الأوروبي للسلام، انطلاقا من ادراكها لحاجة اليمن للسلام، فضلا عن ثقتها بالشيخ صالح محمد بن شاجع رئيس التحالف الوطني لصنع السلام في اليمن، واشادت بحكمته وحنكته، وعمله الدائم والمستمر لإنهاء الحرب واحلال السلام في اليمن، الامر الذي دفع عدد من وسائل الاعلام والمكونات السياسية والاجتماعية لوصفه برجل السلام الأول في اليمن.
وقال مراقبون أن مخرجات المؤتمر اليمني الأوروبي للسلام التي تضمنها بيانه الختامي، تمثل خارطة طريق لحلحلة الازمة اليمنية، وبارقة أمل بإحداث اختراق في مسار انجاح جهود السلام، في ظل انسداد مسارات التسوية السياسية. وشدد سياسيون على حاجة اليمن لطرف ثالث لحلحلة التعقيدات المستمرة في جهود المفاوضات السياسية، خاصة مع تصلب طرفي النزاع ازاء مواقفهم، وفشل المفاوضات التي تنعقد من وقت لآخر برعاية الامم المتحدة والتي كان اخرها مفاوضات السويد.
في مقابل ذلك يسعى عدد من تجار الحروب ومستثمريها، لمواجهة مخرجات المؤتمر المنعقد في برلين، بهدف اطالة امد الحرب التي باتت تمثل للبعض اداة للتكسب والارتزاق على حساب دمار اليمن ودماء اليمنيين، غير أن الترحيب الشعبي والتأييد السياسي والمجتمعي التي قوبلت بها مخرجات المؤتمر اليمني الاوروبي كفيلة بالتصدي لكل المحاولات الهدامة والتخريبية، خاصة وان الشعب بات قادرا على التمييز بين الأصوات الوطنية الحقيقية التي تبحث عن مخارج آمنة لليمن، وبين الابواق الكاذبة والمزايدين باسم الوطن، بينما هم في حقيقة الامر ليسوا اكثر من مسعري حروب وصانعي ازمات.
وكان البيان الختامي الصادر عن المؤتمر اليمني الاوروبي للسلام، قد اكد على سيادة اليمن واستقلاله ووحدة وسلامة أراضيه، وعدم المساس بها من قبل أي اطراف داخلية او خارجية تحت أي ظرف أو مبرر. كما طالب بإلغاء قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216)، واستثنائه من مرجعيات الحل الشامل في اليمن، واخراج اليمن من طائلة البند السابع التابع لمجلس الأمن الدولي.
ودعا البيان الى الوقف الفوري للحرب من قبل الأطراف الداخلية والخارجية ورفع الحصار المفروض على الموانئ والمطارات اليمنية، وفتح كافة المعابر والطرقات بين المدن اليمنية.
كما دعا للتوافق على مجلس انتقالي يمني لإدارة اليمن لمدة مزمنة يتم خلالها التحضير لإجراء انتخابات رئاسية من الشخصيات الوطنية التي لم تشارك في قتل اليمنيين وسفك دمائهم، وبإشراف دولي مباشر، بمكن الشعب اليمني من ممارسه حقه الديمقراطي بحرية ونزاهة.