دعا مجلس الأمن الدولي الأربعاء التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن إلى إبقاء الموانئ والمطارات في هذا البلد مفتوحة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شعبه المهدد بـ"أضخم مجاعة" شهدها العالم منذ عقود.
وقال رئيس المجلس لهذا الشهر السفير الإيطالي سيباستيانو كاردي للصحافيين إثر اجتماع مغلق عقده المجلس حول اليمن بطلب من السويد أن أعضاء المجلس الـ15 عبروا عن "قلقهم" جراء "الوضع الإنساني الكارثي في اليمن"، وشددوا على "أهمية إبقاء كل الموانئ والمطارات اليمنية مفتوحة".
وكان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك قد حذر إثر جلسة مجلس الأمن من أنه إذا لم يرفع التحالف العربي الحصار الذي يفرضه على اليمن منذ الاثنين فإن هذا البلد سيواجه "المجاعة الأضخم" منذ عقود مما قد يؤدي لسقوط "ملايين الضحايا".
وقال لوكوك للصحافيين إنه طالب في مداخلته بأن "يتم فورا استئناف" إيصال المساعدات الإنسانية إلى هذا البلد والمتوقفة منذ الاثنين.
من جهته دعا السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر "جميع الأطراف في اليمن إلى إتاحة ممر إنساني سريع وآمن وبلا عوائق في كل أنحاء اليمن عبر الموانئ والمطارات كافة، بدءا بميناء الحديدة (غرب) ومطار صنعاء".
من ناحيته قال نائب السفير السويدي لدى الأمم المتحدة كارل سكاو للصحافيين إن "مستوى المعاناة هائل. الدمار كامل تقريبا. هناك 21 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة".
وأضاف "أنها أسوأ حالة إنسانية في العالم. سبعة ملايين شخص على حافة المجاعة، وهناك طفل يموت كل عشر دقائق من المرض، وما يقرب من مليون مريض بالكوليرا".
منظمات إنسانية تدعو لرفع الحصار فورا عن اليمن
وانتقدت 15 منظمة إنسانية الاربعاء الحصار المفروض على اليمن ما يعوق العمليات الإنسانية في هذا البلد الذي بات على شفير المجاعة، داعية إلى استئناف إرسال المساعدات "فورا" منعا لوقوع "كارثة"
وفي بيان قالت تلك المنظمات وبينها منظمة العمل ضد الجوع، المنظمة الدولية للمعوقين، أطباء العالم، أوكسفام، المجلس الدانمركي للاجئين والمجلس النروجي للاجئين، إنه "في السياق الحالي للأزمة الغذائية الحادة و(انتشار) وباء الكوليرا، فإن أي تأخير في استئناف المساعدات الإنسانية يمكن أن يودي بحياة نساء ورجال وفتيات وفتيان في كل أنحاء اليمن".
وعبرت تلك المنظمات عن "قلقها العميق" إثر قرار التحالف العسكري بقيادة السعودية أن يغلق مؤقتا كل المعابر في اليمن، معتبرة أن ذلك "يعزل البلاد" ومطالبة بـ"الاستئناف الفوري للعمليات الإنسانية، وبإجابات واضحة حول المدة المتوقعة لإغلاق (المعابر) وحول شروط إيصال المعونة الإنسانية".
وكان التحالف العربي الذي تقوده السعودية قد قرر إغلاق منافذ اليمن الجوية والبحرية والبرية بعد اعتراض القوات السعودية فوق مطار الرياض صاروخا بالستيا أطلقه الحوثيون في اليمن باتجاه الرياض، ما أدى إلى سقوط شظايا منه في حرم المطار.