نشرت صحيفة ديلي تلغراف تقريرا كتبه، رفائيل سانتشيس، عن الظروف القاسية في المستشفيات اليمنية التي تكاد تنهار لكثرة المرضى والمصابين وندرة الإمكانيات المادية والبشرية.
يقول رفائيل في بداية تقريره إن ما يمنع الأطباء والممرضين من الالتحاق بمستشفى سابين في اليمن ليس الغارات الجوية ولا انعدام التجهيزات الطبية وكثرة المرضى المصابين بالكوليرا، وإنما عدم قدرتهم على دفع ثمن تذكرة في الحافلة.
فالعاملون في المستشفى الواقع في العاصمة صنعاء لم يتلقوا رواتبهم منذ شهور، ومع ذلك يواظبون على العمل، ولكن بعضهم لا يملك قيمة تذكرة الحافلة يوميا للوصول إلى المستشفى.
ويتحدث الكاتب عن الطبيبة، نجلاء السنبلي، رئيسة قسم طب الأطفال في مستشفى سابين، التي اهتدت إلى فكرة الاتصال بزملاء لها في كلية طب المناطق الحارة في ليفربول، حيث تخرجت قبل اندلاع الحرب في اليمن عام 2015، وطلبت منهم المساعدة.
ويقول إن الزملاء بدأوا حملة لجمع التبرعات من أجل المستشفى بدأت في الكلية بمبالغ بسيطة ثم توسعت لتصبح شبكة واسعة الخبراء والعاملين في قطاع الصحة العامة، ففتحوا بتبرعاتهم طريقا من ليفربول إلى صنعاء لدعم الأطباء والممرضين الساهرين على علاج ورعاية الأطفال المصابين بالكوليرا، التي حصدت أرواح 1800 شخص هذا العام.
ويضيف رفائيل أن مستشفى سابين، الذي تدعمه يونيسف، يستقبل كل يوم 200 مصاب بالكوليرا، أغلبهم أطفال أجسادهم هزيلة بسبب سوء التغذية ويعانون من الإسهال الحاد، وأولياؤهم ينظرون إليهم لا حول لهم ولا قوة.
وترسل شبكة المتبرعين للمستشفى مبالغ شهرية من 500 إلى 1000 جنيه استرليني تساعد الأطباء والممرضين على الاستمرار في أداء مهامهم، وضمان وجبات غذائية لهم خلال ساعات العمل الطويلة.