مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد يحذر من عمل عسكري باتجاه ميناء الحديدة الاستراتيجي على البحر الاحمر، تزامنا مع تقارير امريكية عن نية ادارة الرئيس دونالد ترامب زيادة دورها في الصراع اليمني بما في ذلك المساعدة المباشرة للتحالف الذي تقوده السعودية في استعادة ثاني اكبر الموانئ الاقتصادية في البلاد.
الوسيط الدولي اعرب عن قلقه العميق بشأن احتمال تنفيذ عملية عسكرية وشيكه في الميناء الذي تمر منه أكثر من 70 بالمائة من واردات الغذاء والمساعدات الإنسانية.
وتتهم الحكومة اليمنية وقوات التحالف، الحوثيين وحلفاءهم باستخدام الميناء الحيوي لاغراض "عسكرية وليست انسانية".
وفي بيان رسمي قالت الخارجية اليمنية نهاية الاسبوع، ان ميناء الحديدة، تحول الى مرفأ لتهريب السلاح وتهديد الملاحة الدولية ونهب المساعدات الإنسانية.
ولد الشيخ احمد، ابدى تفهما للقلق السعودي الاماراتي من "استمرار واردات الأسلحة عبر الحديدة وفرض الحوثيين ضرائب غير قانونية على الواردات التجارية."، لكنه قال ان الأمم المتحدة ترى أنه لا ينبغي تنفيذ عمليات عسكرية هناك، محذرا من تداعيات انسانية كارثية.
ومنذ مطلع العام الجاري اطلقت قوات التحالف الذي تقوده السعودية عملية عسكرية واسعة انطلاقا من مدينة عدن جنوبي غرب البلاد، لاستعادة مدن وموانئ الساحل الغربي على البحر الاحمر.
وتمكن حلفاء الحكومة حتى الان من استعادة اجزاء واسعة من مديريتي ذوباب والمخا ومينائها الاستراتيجي على طريق الملاحة الدولية بين مضيق باب المندب وقناة السويس.
وتواصل القوات الحكومية منذ نحو شهرين بدعم جوي وبري وبحري من قوات التحالف ضغوطها للتقدم شمالا باتجاه ميناء الحديدة، وشرقا باتجاه مدينة تعز ثالث اكبر المدن اليمنية جنوبي غرب البلاد.
وجدد المتحدث باسم قوات التحالف اللواء أحمد عسيري، ان مدينة الحديدة وميناءها٬ هما الهدفان المقبلان للتحالف٬ وأن عودتهما للشرعية مسألة وقت.
وقال عسيري، في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، ان "ميناء الحديدة أهم مصادر تمويل وتهريب السلاح إلى داخل اليمن. وان مصدر هذه الأسلحة إيران".حد قوله، وأضاف " "الميناء جزء من الأراضي اليمنية ويجب أن يعود تحت سيطرة الشرعية لا الميليشيات، جميع الأراضي يجب أن تعود إلى الشرعية".
وكشف متحدث التحالف عن تعاون سعودي أمريكي إماراتي عبر غرفة عمليات مشتركة في شرورة جنوب السعودية٬ لتنسيق عمليات الحرب على الإرهاب.
وكانت تقارير صحفية امريكية، تحدثت ان ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب تدرس مقترحا من وزارة الدفاع الامريكية "البنتاجون" لرفع القيود المفروضة على الدعم العسكري لدول الخليج منذ عهد الرئيس السابق، باراك أوباما،، بما في ذلك المساعدة المباشرة في الهجوم لاستعادة الميناء الرئيس على البحر الأحمر.
أكد رئيس القيادة المركزية الأمريكية، جوزيف فوتيل، أن إيران زودت الحوثيين في اليمن بأسلحة متطورة تهدد الحركة الملاحية في مضيق باب المندب.
وقال فوتيل في إفادة أمام مجلس الشيوخ الأمريكي منتصف الاسبوع الماضي، إن الحوثيين نشروا، بدعم من إيران، في الساحل الغربي لليمن، صواريخا ومنظومة رادارات وألغاما وقوارب مفخخة.
لكن وزارة الخارجية في حكومة الحوثيين والرئيس السابق غير المعترف بها دوليا، اعتبرت تلك الافادات "ترويجا للعدوان وتصعيدا للوضع المتأزم في منطقة البحر الأحمر أكثر من كونها توضيحا لواقع الحال وحقيقة ما يجري بسبب التدخل السعودي في الشأن اليمني "، حسب ما جاء في بيان رسمي نشرته وكالة الانباء الخاضعة للجماعة.
تحالف الحوثيين والرئيس السابق دعا الكونجرس الأمريكي والإدارة الأمريكية لإرسال لجان وفرق تحقيق مع الأمم المتحدة لتحري الحقائق.
وحذرت خارجية الحوثيين والرئيس السابق من محاولات السعودية "جر آلة الحرب الأمريكية للتدخل المباشر في اليمن".
كما دعا تحالف الحوثيين والرئيس السابق مجلس الأمن الدولي لإرسال لجنة تحقيق دولية إلى منطقة البحر الأحمر للوقوف على تهديدات التحالف بشأن ميناء الحديدة.
ورفضت الامم المتحدة في وقت سابق الشهر الماضي، طلبا من التحالف الذي تقوده السعودية، الإشراف على ميناء الحديدة الاستراتيجي الخاضع لسيطرة المسلحين الحوثيين، بعد مقتل 42 لاجئا صوماليا، بينهم نساء وأطفال، في إطلاق نار على زورق كان يقل 150 لاجئا قبالة الحديدة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن "على الطرفين المتحاربين في اليمن مسؤولية حماية المدنيين والمنشآت التحتية في هذا البلد و"هذه الواجبات لا يمكن نقلها إلى آخرين".
ومع تزايد الضغوط العسكرية الحكومية باتجاه مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي على البحر الاحمر، استنفر زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي انصاره لدعم ما اسماها بـ" معركة الساحل".
وقال الحوثي في كلمة له امس الجمعة "نحن معنيون بالتحرك ومواصلة جهادنا في مواجهة العدو الحقيقي الذي يسعى لاستهداف مدينة الحديدة ومينائها". واضاف :"نحن معنيون بدعم معركة الساحل ".
في السياق اعلنت القوات الحكومية عن احراز تقدم ميداني شرق مديرية المخا، باستعادة موقعين مهمين باتجاه قاعدة خالد بن الوليد العسكرية على الطريق الى مدينة تعز .
وتدخل الطيران الحربي بشن سلسلة غارات جوية على مواقع الحوثيين وقوات الرئيس السابق على امتداد الساحل الغربي، تزامنا مع معارك عنيفة على مشارف مديرية الخوخة، اولى مديريات محافظة الحديدة، ومحيط جبل النار ومعسكر خالد بن الوليد شرقي مدينة المخا.
في الاثناء اعلنت القوات الحكومية عن دحر الحوثيين وقوات الرئيس السابق من ثلاثة مواقع هامة في السلسلة الجبلية الغربية لمديرية المضاربة عند الحدود مع مديرية ذو باب بالقرب من مضيق باب المندب، بعد مواجهات اسفرت عن مقتل مسلحين اثنين من الحوثيين وقوات الرئيس السابق.
الى ذلك افادت القوات الحكومية بمقتل 24 مسلحا من الحوثيين وقوات الرئيس السابق بينهم قياديان ميدانيان بتجدد المعارك بين الطرفين في جبهة بيحان شمالي غرب محافظة شبوة الجنوبية النفطية.
وقالت مصادر ميدانية ان المعارك اندلعت اثر محاولة الحوثيين التسلل إلى مواقع القوات الحكومية في غربي مديرية عسيلان المتاخمة لمحافظة مأرب المجاورة.
المصادر ذاتها تحدثت عن مقتل 5عناصر من القوات الحكومية واصابة 10اخرين في تلك المواجهات، فيما دمر الطيران الحربي تعزيزات عسكرية للحوثيين كانت في طريقها الى جبهة بيحان.
وفي محافظة صعدة، قال حلفاء الحكومة ان قياديا بارزا في جماعة الحوثيين قتل مع عدد من مرافقيه بغارة جوية استهدفت تجمعات مسلحة بالقرب من مبنى الأمن السياسي وسط مدينة صعدة، المعقل الرئيس للجماعة شمالي البلاد .
في المقابل اعلن الحوثيون مقتل 4 عناصر من القوات الحكومية بعمليات قنص متفرقة في مديرية صرواح غربي محافظة مأرب.
كما تحدثوا عن مقتل مدني واصابة 3 اخرين برصاص مسلحين مواليين للحكومة في سوق شعبية بمديرية حريب جنوبي مدينة مأرب .
في سياق اخر تبنى تنظيم أنصار الشريعة الذراع المحلي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الهجوم على المجمع الحكومي في مدينة الحوطة، مركز محافظة لحج الجنوبية الاثنين الماضي.
ونشرت صفحات محسوبة على التنظيم الجهادي في موقع التواصل الاجتماعي " تويتر " صوراً لاربعة انتحاريين، قالت انهم من نفذوا الهجوم الانتحاري الذي اسفر عن مقتل 6 جنود و3 مسلحين من القاعدة، حسب بيان رسمي.
وحسب تلك المصادر فان من قاموا بالهجوم هم موحد العدني، وهمام الشبواني، وجهاد الحضرمي، وأبوعامر الحضرمي .
وكان مسلحون انتحاريون بزي عسكري، هاجموا الاثنين مبنى وزارة الصحة الذي تستخدمه السلطات المحلية مقرا مؤقتا لها بمحافظة لحج، بسيارتين مفخختين قبل ان يشتبكوا مع الحراسات الأمنية مخلفين قتلى وجرحى بينهم مدنيون.
على ذات الصعيد قصفت طائرة امريكية دون طيار مساء الجمعة موقعا مفترضا لتنظيم القاعدة في مديرية مودية شرقي محافظة أبين جنوب اليمن.
ولم ترد اي تفاصيل عن الغارة التي جاءت في اطار سلسلة ضربات مكثفة لطائرات دون طيار على مواقع مفترضة لمسلحي تنظيم القاعدة في مديريتي الوضيع ومودية خلال الايام الماضية، خلفت 8 قتلى على الاقل يعتقد بانتمائهم للتنظيم الجهادي .
ومنذ وصول الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى البيت الابيض في كانون الثاني/يناير، كثفت الولايات المتحدة من عملياتها العسكرية ضد معاقل تنظيم القاعدة في محافظات جنوبي ووسط البلاد.
وسجل شهر مارس الجاري وحده اكثر من 50 غارة جوية لطائرة دون طيار على معاقل القاعدة في اليمن، وهو ما يتجاوز اجمالي الغارات المسجلة خلال العام الماضي.
واسفرت العمليات الامريكية المستمرة منذ مطلع العام الجاري عن سقوط اكثر من 90 قتيلا ثلثهم تقريبا من المدنيين حسب مصادر يمنية واميركية متطابقة.