الحادي عشر من فبراير ذكرى انطلاق الثورة الشبابية الشعبية في اليمن في العام 2011م.. الحدث الابرز ضمن سلسلة ثورات الربيع العربي، "التجربة " التي نجحت في بعض الدول وأخفقت وأجهضت في دول أخرى.
لكن التجربة اليمنية بعد مضي ستة أعوام لم تتضح ملامح النجاح او الفشل فيها ، وهنا يبرز سؤال مهم يتردد على السنة اليمنيين مع حلول ذكرى فبراير من كل عام مفاده: هل تتحمل ثورة فبراير مالات الوضع الذي تعيشه اليمن في الوقت الحاضر؟
وبين من يرى ان ثورة فبراير كانت بيضاء ونقية ولا تتحمل وزر ما يشهده الوطن اليوم، رأى فريق اخر ان الثورة كانت مقدمة لمالات الوضع الكارثي الذي الت اليه البلاد..
يقول رئيس منظمة مناضلي الثورة (المحاربون القدامى) اللواء حمود بيدر في حديثه لـ (المركز اليمني للإعلام) أن الاحداث التي وقعت في فبراير2011 هي ثورة واضحة المعالم ضد نظام اخفق في معالجة عدة قضايا، ومن اجل مطالب ظلت عالقة لسنوات طويلة وتراكمت حتى أحدثت ذلك الحراك الذي بدأه الشباب اليمني في صنعاء وعدن وتعز ومختلف المحافظات اليمنية واستمر هذا الحراك حتى يومنا هذا.
ويؤيده الدكتور عبدالباقي شمسان أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الذي يقول : ثورة فبراير كانت وماتزال ثورة ضد ثورتين أحدها عائلية وأخرى سلالية وهذه معركة صعبة وانا مؤمن ان خير ثورة فبراير قادم لا محالة
الثورة المضادة:
الاعلامي ثابت الاحمدي وصف في حديثه لـ (المركز اليمني للإعلام) الاحداث التي اعقبت ثورة فبراير بالثورة المضادة ويقول: عادة ما تلحق أي ثورة ثورة مضادة، تستمر هذه الثورة قليلا أو كثيرا.. تنجح في إجهاض الثورة الجديدة أو تفشل، هذا أمر لا بد منه، وما حصل عقب ثورة 26 سبتمبر 62م خير دليل على ذلك.، حيث أعقبها ثماني سنوات من الحرب وانتهت بمصالحة عام 70م الشهيرة.
ويضيف الاحمدي: ثورة فبراير من وجهة نظر الثوار، تصحيح لمسار ثورة 62م وقد انحرفت عن مسارها من وقت مبكر، وهي حاجة ملحة، بعد أن تغولت سلطة علي صالح حد الجنون في مصادرة الدولة بمؤسساتها ومقدراتها.. وهي من وجهة النظر الآخر انقلابا، كما يرى "الإماميون" في الثورة العظمى 26 سبتمبر أنها انقلاب، مع أنها أخرجت اليمنيين من الظلمات إلى النور. وعلى أية حال.. نستطيع القول أن الذي يحمل مآلات ما وصلنا إليه اليوم اليمنيون كل اليمنيين من مختلف الاتجاهات، وقد فشلوا جميعا في إيجاد صيغة موحدة تضبط مسارهم وتحفظ كيانهم.
انحراف المسار:
ويتهم ناشطو الاحزاب السياسية والجماعات الدينية المشاركون في الثورة بعضهم البعض بإجهاض الثورة لأسباب ايدلوجية، وفي هذا السياق يقول الناشط في الثورة الشبابية عبدالرزاق العزعزي: لا يمكن تحميل احتجاجات فبراير ما يحدث الآن، لأسباب عدة، السبب الأول يتمثل في عدم تحقق أهداف الثورة ويرجع ذلك لأساليب القوى التي تسلّقت على الاحتجاجات، وأول المتسلقين هم حزب التجمع اليمني للإصلاح الذين قدّموا أنفسهم كبديل وقاموا بتهميش المطالب الحقيقية للتغيير، ثم الحوثيين الذين تسلّقوا أيضًا على مطالب التغيير وجلبوا الدمار لليمن.
ويضيف العزعزي: المتسلقون عملوا على انحراف مسار العمل التغييري وتحويله إلى تبادل مواقع لشخصيات وقادة بارزين سواء في الجيش أو في النظام الذي قامت عليه الاحتجاجات، وما نعيشه الآن هو نتاج الأنانية والاستنفاع المُفرط من القوى التي انضمت للاحتجاجات وعملت على تحقيق أهدافها الخاصة بعيدًا عن أهداف احتجاجات شباب التغيير.
وفي رد على اتهام العزعزي حزب الاصلاح وجماعة الحوثي بالتسلط على ثورة فبراير، يقول الناشط ياسين الحميقاني: التنظيم الجيد لحزب الاصلاح هو من جعله يسيطر على ثورة 11فبراير وكذلك من جعله اليوم يظهر في الساحة بقوة. لأنه حزب متماسك وتماسك الاصلاح في بعض المحافظات والإصلاح هو بحاجة الاخرين اكثر من حاجة الآخرين له. والوطن كبير ولن يستطيع احد ان يقصي شعب بأكمله فقد حكم علي عبدالله صالح اليمن طيلة 33 سنة .. عندما جعل الاحزاب شريكة .. بغض النظر عن مستوى الشراكة ولكنه عندما اقصى الكل واستحوذ .. انقلبت الموازين رغم مراوغته وصيحاته للحوار قبل الثورة الا انه فشل. ولن يستطيع اي سياسي في اليمن ان يراوغ مثل صالح ومع ذلك فشل.
اما الناشط في الثورة الشبابية عباس المداني فيقول: شاركت جماعة انصار الله في ثورة فبراير لإسقاط نظام متكامل الاركان نظام لم يكن يستمد قراراته من الشعب اليمني بل من الخارج من السعودية وامريكا.
ويضيف المداني: صحيح ان الثورة نجحت في إبعاد صالح من الحكم الا انها لم تستطع ابعاد على محسن الاحمر وال الاحمر الذين ركبوا الموجة وأدعوا بأنهم ثوار وفي حقيقة الامر كانوا عبارة عن أدوات لإجهاض الثورة لكننا أدركنا هذا الخطاء الفادح في حق ثورة الشباب وصححنا المسار في 21سبتمبر2014م.
سقوط النظام:
أما القيادي المؤتمري المقرب من صالح جمال الصبري فيقول: في 11فبراير بالفعل سقط النظام لتحل محله الفوضى التي شهدناها وعشناها منذ نكبة 11 فبراير وما شهده الوطن من احداث مؤسفة يندى لها جبين الإنسانية سواء في عهد الرئيس "الفار" هادي أو بعد استقالته وانتهاء "بالعدوان البربري" الغاشم على اليمن ..
ويضيف: لقد كان تأريخ 11 فبراير 2011 ذكرى مريرة وكابوس مزعج على اليمن أرضا وإنسانا، ومع ذلك نرى "العملاء" يحتفلون بذكرى "النكبة" يحتفلون على انهار من الدماء التي تُسفك يوميآ, وعلى جثث الأطفال والنساء والشيوخ وخيرة أبناء الوطن، يحتفلون على أطلال منازل ومدن هُدمت وكل ذلك كان نتاج طبيعي "لنكبة" 11 فبراير التي اتضح للعالمين بأنها كانت مؤامرة كبيرة على الاوطان والشعوب العربية ومنها اليمن .
ثورة لاستعادة الدولة:
أما وكيل وزارة الاعلام فياض النعمان فيقول في حديثه لـ المركز اليمني للإعلام : تورة ١١فبراير مكملة لأهداف ثورتي ٢٦ سبتمبر و١٤ أكتوبر التي حاول نظام الإمامة الالتفاف عليها من بوابة نظام المخلوع على صالح الذي استمر بحكم اليمن لأكثر من ثلاثة عقود . ثورة فبراير المجد هي ثورة استعادة الدولة وسلطاته وإعادتها لأصحابها والمتمثل بالشعب اليمني الذي خرج في ثورته في اكثر من ١٨ ساحة اعتصام، ومن يروج لخزعبلات تفيد بأن ثورة فبراير تتحمل مالات الوضع الذي تعيشه اليمن في الوقت الحالي مخطئ، الذي يجب ان يتحمل اوضاع اليمن الحالية هم اصحاب تركة الفساد طرفي الانقلاب الحوثي وصالح.
ويضيف النعمان: ثورة ١١ فبراير اجبرت القبائل المشاركة فيها سلميا وجعلت من سلميتها ورقيها الثوري مثل يضرب به في العالم وهو ما تجسد في تبني والتفاف العالم حولها ودعمها السياسي حتى تحقيق أهدافها والمتمثلة في المبادرة الخليجية والحوار الوطني الذي خرج بمسودة دستور يحقق ويضمن أهداف ثورة فبراير المجيدة.