عام من الأحزان خيم على أهالي مدينة عدن التي لم تعد ثغر اليمن الباسم كما كان عهدها، بعد أن أضحت المدينة مسرحاً لجرائم القتل والتفجير والتنكيل والانتقام.
لم يكتمل شهر على أحزان الأمهات اللائي فقدن أبنائهن في التفجير الاول الذي استهدف معسكر "الصولبان" والذي راح ضحيته أكثر من 50قتيلاً حتى ضرب الإرهاب مرة أخرى ذات المعسكر بتفجير استهدف تجمع لجنود مستجدين كانوا في انتظار استلام مرتباتهم المتأخرة، ليسقط 50 قتيلا اخرى وعشرات الجرحى.
التفجير الانتحاري الذي نفذه احد عناصر تنظيم "داعش " كان عنيفا لدرجة ان أجساد الشباب القتلى تشوّهت بفعل قوته ما صعّب مهمّة التعرّف علي الضحايا بحسب حديث الناشط محمد الكازمي الذي قال لـ"المركزاليمني للاعلام ": لقد عاش اهالي عدن يوماً مؤلماً فالمستشفيات لم تستوعب ضحايا الانفجار الاخير كونها كانت مليئة بجرحى الانفجار الاول الذي وقع في ذات المعسكر كما ان المسعفين الذين هرعوا لإنقاذ الناجين من المجزرة كانوا في حالة خوف وذعر من تكرار العملية الانتحارية
شهادات لذوي الضحايا
محمد ورمزي غالب احمد فارع من ابناء محافظة الضالع كانا مع رفاقهم من الجنود في انتظار استلام المرتب ،وكان برفقتهم جدهم أبو والدتهم. يقول عبدالسلام الجحافي أحد اقاربهم في حديثه لـ المركز اليمني للاعلام : لقد كانت والدة محمد ورمزي قلقلة وخائفة من تكرار سيناريو التفجير الاول الذي وقع في ذات المعسكر قبل اسبوع، لذا أصرت ان يذهب ولديها الى المعسكر برفقة جدهم وهذا ما حصل.
ويضيف الجحافي :ذهب الجد مع حفيديه الى المعسكر وكانوا قد التقوا بشابين اخرين من نفس القرية اولاد عموم من الأب ليلقوا حتفهم جميعآ في التفجير الانتحاري بالصولبان وخلفوا مأساة مؤلمة لم تفق القرية من هولتها بعد.
مقتل الابن ورحيل الام:
اما محمد قايد عبيد وهو أحد أصدقاء الشهيد عبدالله سالم الذي قتل في مجزرة الصولبان فيقول لم يكن صديقي عبدالله خائفاً من الموت لانه كان يتوقع حدوث شىء ما في أي وقت، وكان مستاء من تدهور الاوضاع الامنية في مدينة عدن التي تشهد في كل يوم انفجار او عملية اغتيال وقد اخبرني ذات يوم انه مسلم امره لله ومستعد للموت في أي وقت لان مدينة عدن لم تعد أمنة .
وفي مشهد اخر يحكي تفاصيل الحزن والحسرة التي ألمت بـأهالي عدن ، لم تتحمل والدة أحد شهداء الصولبان رؤية جثة ولدها لتلحق به على الفور مفارقة الحياة .
يقول الناشط أسامة بامطرف: أن والدة أحد شهداء مجزرة الصولبان الثانية لم تتحمل وقع مشاهدتها لجثة ابنها الشاب ضمن ضحايا التفجير الارهابي فلحقت به سريعا الى مثواها الاخير لتجعل من حزن اسرتها مضاعفا.
ويطالب اهالي الضحايا ان تبذل الاجهزة الامنية جهوداً مقنعة لملاحقة العناصر المتطرفة والاجرامية التي اقلقت السكينة العامة لمدينة عدن المكلومة .
عام القتل بامتياز:
منذ مطلع العام 2016 حتى يومنا شهدت عدن سلسلة من جرائم القتل المنظم، ويقول الناشط في الحراك الجنوبي على نعمان في حديث لـ "ألمركز اليمني للإعلام " ان عمليات العنف والقتل باتت تتكرر بصورة مرعبة في مدينة عدن كما لو انها ممارسة شهرية منتظمة.
ودشن العام الحالي 2016 ايامه الاولى بعدن بعملية اغتيال طالت العقيد علي الناخبي احد منتسبي جهاز الامن السياسي في المنصورة، وفي 12 يناير اغتيل مسؤول التحريات في مطار عدن أمين شائف أمام منزله في المنصورة ولم ينتهي الشهر الا وقد حصدت الة القتل والاغتيال جنديان من شرطة المرور وسط عدن و عقيدا يعمل في المنطقة الحرة، واختتم الشهر بمقتل شيخ قبلي بعد خطفه من قبل مجهولين.
وفي شهر فبراير تم اغتيال الشيخ عبدالرحمن المرعي ،وفي مارس ارتكبت مجزرة دار المسنين الشهيرة ،كما وقعت في ذات الشهر جرائم قتل متعددة اهمها اغتيال مدير قسم شرطة التواهي العميد سالم ملقاط ,واغتيال محمد الويكا ضابط امن بشرطة القاهرة.
وفي شهر أبريل تم اغتيال مدير مرور عدن العقيد مروان عبده بمنطقة الممدارة واغتال أمين عام محلي المنصورة أحمد الحيدري ونجله، وفي ذات الشهر وقعت عملية انتحارية ادت الى مقتل خمسة من افراد الجيش كانوا متواجدين في منطقة الشيخ عثمان. وفي شهر مايو تم اغتيال مدير السجن المركزي في عدن ، وسقط المئات ما بين قتيل وجريح في تفجير انتحاري استهدف معسكر الصولبان
وفي شهر يونيو اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين عناصر من الحزام الأمني وكتائب المحضار في الشيخ عثمان. اما في شهر يوليو فقد اقدم احد الانتحاريين التابعين لتنظيم داعش على تفجير نفسه امام بوابة معسكر الصولبان ليخلف عددا من القتلى والجرحي، وفي شهر اغسطس قتل اكثر من 60 شخص جراء انفجار وقع في مكان احتجاز للاسرى كانت تشرف عليه كتائب المحضار، وفي شهر سبتمبر اغتيل الضابط السابق في الأمن السياسي علي مقبل ،وفي شهر اكتوبر انفجرت سيارة امام البنك المركزي في عدن، وفي شهر نوفمبر اغتيل ضابط الأمن في مطار عدن، عبدالرحيم الضالعي ،وفي شهر ديسمبر قتل خمسة جنود في انفجار لغم بمنطقة جعولة شمال عدن ،كما ان معسكر الصولبان قد استهدف مرتين بعمليتين انتحاريتين ادت الى مقتل وجرح المئات .