قالت الحكومة اليمنية إنها لن تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، الذي أعلن عنه وزير الخارجية الامريكي.
في حين أن الأمم المتحدة تجنبت تأكيد نجاح الاتفاق في انتظار إعلان موقف واضح من الجانب الحكومي.
وفيما ينتظر تحديد ساعة بدء سريان مفعول الاتفاق، الذي أبرم بين جماعة "أنصار الله" والتحالف الذي تقوده السعودية، استمرت المواجهات في شرق تعز وفي ميدي على ساحل البحر الأحمر وفي محافظتي الجوف ومأرب، وقتل العشرات وجرح مثلهم في هذه المواجهات.
عبد الملك المخلافي وزير الخارجية أعلن أن الحكومة لن تلتزم بالاتفاق؛ لأنها لم تكن طرفاً فيه. وقال إنها قررت تغيير المعادلة على الأرض وحسم المعركة في تعز، قبل أن يعود للقول إن الجانب الأمريكي أبلغهم أن اتفاق مسقط هو التزام بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقع في العاشر من أبريل / نيسان الماضي.
من جهته، قلل المتحدث باسم "أنصار الله" محمد عبد السلام من قوة الاتفاق الذي تم برعاية عمانية، وقال إن مبادئ اتفاق مسقط "عامة وليست تفصيلية"، وإن "التفاصيل ستوضع للنقاش، الذي يُفترض أن يبدأ خلال مشاورات السلام أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري"؛ مشددًا على ضرورة أن "يكون النقاش واضحًا في فترة زمنية محددة، تنتهي بإيجاد حل سياسي".
وعن أسباب التفاوض مع الولايات المتحدة عبر سلطنة عمان وليس مع السعودية أو الجانب الحكومي، قال إن الأمريكي هو الذي يتحمل المسؤولية التاريخية والأخلاقية "بعدوانه" على اليمن بغض النظر لماذا يريد أن يوقف هذه الحرب.
وأضاف عبد السلام أنهم يدركون أن الجانب الأمريكي هو من يقود هذه الحرب، وهو من يمثل السعودية والإمارات ومن يدور في فلكهما؛ موضحا أنهم عندما جلسوا مع الأمريكيين فإنهم جلسوا بوجود الوسيط العماني كضامن ومراقب. وسأل: "هل نجلس مع أدوات لا يعلمون ولا يعرفون ماذا يدور ولا بيدهم شيء! لم يعرفوا عن إعلان الحرب على اليمن، ولا يعرفون ما هي التفاصيل، وليس لديهم أي دور لا عسكرياً ولا سياسياً، هذه مضيعة للوقت".
من جهتها، قالت الأمم المتحدة إنها بحاجة إلى تحديد موقف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من وقف إطلاق النار الذي يُفترض ان يبدأ سريان مفعوله اليوم قبل تأكيد نجاحه رغم تلقيها إشارات ايجابية وموافقة السعودية وغيرها، إضافة الى أطراف يمنية.
وأكد نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق أثناء مؤتمر صحافي في نيويورك، تلقي المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إشارات إيجابية إلى وجود قبول يمني-سعودي لوقف إطلاق النار، وفقا للخطة الأممية؛ لكنه تجنب الجزم بنجاح الاتفاق، وقال: سنرى ما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار سينفذ أم لا؛ مشيرا إلى أن ولد الشيح زار سلطنة عمان والأردن ودولا أخرى في المنطقة بحثًا عن دعم لخطته للسلام ووقف إطلاق النار في اليمن، لكنه لم يتمكن من مقابلة الرئيس هادي في الرياض
هذا، وعشية الاتفاق المفترض لوقف إطلاق النار، أعلنت القوات الموالية للحكومة اليمنية أن 35 مسلحا قتلوا بينهم 23 من المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق في المعارك التي شهدتها الجبهة الشرقية في مدينة تعز جنوب-غرب البلاد.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن المعارك أدت الى مقتل 12 من القوات الموالية للحكومة وإصابة 29 آخرين". وقالت إن عددا من الأحياء السكنية تعرضت لقصف مدفعي مكثف من قبل المسلحين الحوثيين بهدف كبح جماح تقدم القوات الموالية للحكومة؛ ما تسبب في مقتل مدنيين اثنين وإصابة 12 آخرين.