دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، اليوم الثلاثاء، أطراف النزاع اليمني إلى حماية المدارس وإبقاءها بعيدا عن أي ضرر جراء الحرب بينهم، بالتزامن مع انطلاق العام الدراسي الجديد.
وذكر مكتب "اليونيسف" في اليمن، في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه، أنه "منذ تفاقم النزاع قبل أكثر من 18 شهراً كان للاعتداءات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمين والبنية التحتية للتعليم تأثيراً مدمراً على المنظومة التعليمية في البلاد، ناهيك عن حرمان ملايين الأطفال من فرص التعليم".
وقال ممثل اليونيسف في اليمن، جوليان هارنيس، في البيان: "لقد قتل العديد من الأطفال وهم في الطريق إلى مدارسهم أو أثناء الدوام المدرسي (..) يجب على أطراف النزاع إبقاء الأطفال والمدارس بعيداً عن أي ضرر وإعطائهم فرصة للتعلم".
و تعذر على 350 ألف طفل الالتحاق بالدراسة في العام الدراسي الماضي، بسبب استمرار العنف وإغلاق المدارس، ليقفز إجمالي عدد الأطفال الذين هم خارج المدراس في اليمن إلى أكثر من 2 مليون طفل، وفقا للبيان.
وأشار ممثل اليونسيف إلى أن "الأطفال خارج المدارس أكثر عرضة لخطر التجنيد والانخراط في القتال".
ومنذ تصاعد النزاع في مارس/ أذار 2015، تحققت الأمم المتحدة من تجنيد ألف و210 أطفال بعضهم لا يتجاوز الثامنة من العمر، حسب البيان.
وتعرضت المدارس لأضرار بالغة جراء الحرب، وتُشير تقديرات "اليونيسف" إلى أن ألفين و108 مدارس في مختلف أنحاء اليمن لم تعد صالحة للاستخدام، نظراً لكونها باتت مدمرة أو متضررة، أو أنها تحولت مساكن لنازحين أو يتم استخدامها لأغراض عسكرية.
وأشارت اليونيسف إلى أنها "تدعم حملة العودة إلى المدرسة لإتاحة الفرصة أمام جميع الأطفال للحصول على التعليم".
ويشمل الدعم ، حسب البيان " إعادة تأهيل ما يقرب من 700 مدرسة متضررة مع توفير الأثاث المدرسي والأدوات والحقائب المدرسية، وتدريب المعلمين والمعلمات على كيفية تقديم خدمات الدعم النفسي لمساعدة الطلاب على التعامل مع ويلات هذا الصراع".
وقال ممثل اليونيسف في اليمن: "نقوم بإعادة تأهيل المدارس التي تضررت مع توفير خيام تستخدم كفصول دراسية مؤقتة بحيث تتاح للأطفال فرص التعلم.
وذكرت المنظمة الأممية أنها "وفرت مواد التعليم وخدمات الدعم النفسي لأكثر من 575 ألف من أطفال المدارس وعملت مع الشركاء لدعم أكثر من 600 ألف طالب وطالبة لتمكينهم من الجلوس على مقاعد امتحانات الشهادة العامة خلال العام الماضي".
وطالبت اليونيسف بتوفير 34 مليون دولار أمريكي لبناء وإعادة تأهيل المدارس المتضررة وتوفير وسائل التعليم والتعلم اللازمة إلى جانب تدريب المعلمين والمعلمات والأخصائيين والأخصائيات المجتمعيات لتقديم خدمات الدعم النفسي وتنفيذ حملة العودة إلى المدرسة.
ودخل التعليم في اليمن هذا العام على خط الصراع بشكل مباشر، عندما أُعلن عن بدء العام الدراسي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، الأحد 25 سبتمبر/ أيلول الماضي، فيما انطلقت الدراسة في مناطق جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، السبت الماضي 1 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
ويشهد اليمن حربًا منذ أكثر من عام بين القوات الموالية للحكومة مدعومة بقوات التحالف العربي من جهة، ومسلحي "الحوثي" وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة أخرى، مخلّفة آلاف القتلى والجرحى، فضلًا عن أوضاع إنسانية صعبة.