خرج عشرات الآلاف من اليمنيين في مسيرة إلى وسط العاصمة صنعاء يوم السبت لإظهار التأييد للتجمع الذي يقوده الحوثيون في الوقت الذي تعهد فيه رئيس مجلس جديد للحكم أسسته الجماعة بتشكيل حكومة كاملة في غضون أيام.
وفي استجابة واضحة لاستعراض الحوثيين لقوتهم أصدر سفراء 18 دولة تدعم محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة والهادفة لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن بيانا يندد "بالإجراءات غير الدستورية والأحادية الجانب في صنعاء."
وقال السفراء في البيان الذي نشر في صفحة السفارة الأمريكية على فيسبوك "مجموعة السفراء تجدد مخاوفها من أن الإجراءات التي اتخذها عناصر المؤتمر الشعبي العام والحوثيون ومؤيدوهم تجعل البحث عن حل سلمي أكثر صعوبة."
وبينما احتشد الحوثيون في مظاهرات ملأت ميدان السبعين في صنعاء ملوحين بأعلام اليمن ومرددين هتافات أكد صالح الصماد رئيس ما أطلق عليه الحوثيون المجلس السياسي الاعلى عزم المجلس إدارة البلاد في أعقاب انهيار محادثات السلام في وقت سابق من الشهر الجاري.
وقال إن الشؤون الاقتصادية ستكون لها الأولوية في الفترة المقبلة.
وفي خطاب آخر أذاعه تلفزيون يديره الحوثيون أمر الصماد وفد الحوثيين المشارك في مفاوضات السلام في مسقط بعدم التحدث إلى مبعوث الأمم المتحدة الذي يرأس المحادثات والعودة إلى صنعاء لإجراء مشاورات مع المجلس.
وأضاف قائلا "أيدينا ممدودة للسلام".
وجاء إعلان يوم السبت ليضفي صبغة رسمية على تعهد في وقت سابق من الشهر الجاري من جانب الحوثيين وحلفائهم في المؤتمر الشعبي العام -حزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح- بإنشاء كيان لحكم العاصمة والمناطق الاخرى التي تحت سيطرتهم في اليمن.
وخرجت المظاهرة -وهي واحدة من أكبر المظاهرات في اليمن منذ اندلاع الحرب الأهلية العام الماضي- في وقت كثف فيه التحالف الذي تقوده السعودية ضرباته الجوية وقتاله على الأرض.
وقال سكان لرويترز إنه مع بدء المسيرة استهدفت ثلاث ضربات جوية المجمع الرئاسي الواقع على بعد 600 متر من الميدان دون وقوع خسائر في الأرواح.
وقال التلفزيون السعودي إن صواريخ أ طلقت عبر الحدود من اليمن أسفرت عن مقتل شخص واحد وإصابة خمسة آخرين في مدينة نجران بجنوب المملكة. وقال تلفزيون المسيرة الذي يديره الحوثيون إن الصواريخ استهدفت قاعدة جوية سعودية.
وقالت مصادر في الحكومة اليمنية لرويترز إن القتال اشتد أيضا يوم السبت من أجل السيطرة على البنك المركزي اليمني الذي وضع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي خططا لنقله إلى مقر آخر خارج صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وتعيين مجلس إدارة جديد له.
لكن محافظ البنك المركزي اليمني نفى في رسالة بالبريد الإلكتروني التقارير عن تشكيل مجلس إدارة جديد ووصفها بأنها لا أساس لها. ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من متحدث باسم حكومة هادي.
والبنك المركزي اليمني هو آخر حصن للنظام المالي في الدولة الفقيرة حيث يدفع الرواتب لموظفي الدولة على جانبي خطوط المواجهة ويضمن وصول واردات الغذاء إلى اليمن الذي يتجه إلى مجاعة.