قدم الحوثيون في اليمن التزاما كتابيا باتخاذ خطوات تجاه إنهاء النزاع. وجاء التعهد في خطاب إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
ويتحدث الخطاب عن عملية من مراحل تؤدي في نهاية المطاف إلى وقف إطلاق النار وانسحاب المسلحين من المدن وعودة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا إلى العاصمة صنعاء.
وسيطر الحوثيون على صنعاء في العام الماضي، وهو ما اضطر حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى الانتقال إلى مدينة عدن، جنوبي اليمن.
ومع زحف الحوثيين صوب المدينة، غادر هادي عدن في آذار/مارس، متوجها إلى السعودية، حيث أمضى ستة أشهر هناك قبل أن يعود أواخر الشهر الماضي.
ودفع الزحف باتجاه عدن التحالف لشن غارات جوية ضد ما يصفه بأهداف للحوثيين وأنصارهم من وحدات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وبدعم من القوات البرية للتحالف، تمكن جنود ومسلحون مناصرون لحكومة هادي من طرد الحوثيين وأنصارهم من عدن في تموز/يوليو.
الحوثيون و "داعش" يتسابقان في تبني هجوم عدن
وعلى صعيد ميداني اكد رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح ان "مفخخات" استخدمت بتفجيرات عدن، لكن اللغط مازال قائما بشان الجهة المنفذة، اذ تسابق الحوثيون و"داعش" الي اعلان مسؤوليتهما عنها.
واكد بحاح ان سيارتين استهدفتا الثلاثاء فندق القصر مقر اقامه الحكومه اليمنيه في عدن فيما استهدفت سيارتان اخريان موقعين مختلفين في عدن نافيا فرضيه سقوط صواريخ علي المنطقه.
ودعم روايه بحاح اعلان وزارة الداخلية اليمنية الذي اكد ان الهجوم ناتج عن هجمات ارهابيه نفذت بواسطه سيارات مفخخه.
بالمقابل اعلنت وكاله الانباء الاماراتيه في وقت سابق ان الهجوم الذي ادي الي مقتل 18 شخصا من قوات التحالف واللجان الشعبيه اليمنيه من بينهم 4 جنود اماراتيين وسعودي، تم بهجمات صاروخيه.
وياتي هذا الاعلان متماشيا مع ما اعلنه راجح بادي، الناطق باسم الحكومه في وقت سابق والذي اوضح ان الهجوم ناتج عن 3 صورايخ لم يحدد نوعيتها، اطلقها الحوثيون من منطقه بين تعز وعدن.
ويبدو ان تنظيم داعش كان اكثر اقناعا، بعرضه تفاصيلها ومنفذيها، اذ قال في بيان نشره علي "تويتر" ان 4 تفجيرات استهدفت تجمعا لضباط سعوديين واماراتيين ويمنيين، مبينا ان شاحنه وسياره مفخخه يقودهما انتحاريان استهدفتا فندق القصر حيث يقع مقر الحكومه.
واضاف التنظيم انه تم تنفيذ العمليه الثانيه بمدرعه مفخخه، حيث اقتحم انتحاري مقر العمليات المركزيه للقوات السعوديه والاماراتيه، فيما انطلق اخر بمدرعه مفخخه ليفجرها بمقر الاداره المركزيه الاماراتيه.
وبعد ساعات من وقوع التفجيرات، نشر "داعش" علي "تويتر" صورا للانتحاريين الاربعه.
بيد ان القيادي الحوثي وعضو "اللجنه الثوريه" التابعه للحوثيين، محمد مفتاح اعلن مسؤوليه جماعته عن عمليه استهداف مقر الحكومه بعدن، وقال ان الهجوم "رد علي جريمه المخا".
المتحدث باسم التحالف العربي: 75% من الأراضي اليمنية تحررت
من جهة أخرى صرح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، العميد ركن أحمد عسيري بأن العمليات العسكرية في اليمن تسير حسب ما هو مخطط له، مشيرا إلى أن 75% من الأراضي اليمنية تحررت من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح.
وأكد عسيري في حديث مع صحيفة (الرياض) السعودية نشرته الأربعاء أنه "لا يوجد أي تباطؤ في سير العمليات العسكرية، ولكن طبوغرافية الأرض لها دور مؤثر"، مؤكداً أن الهجوم الذي حدث الثلاثاء على مقر الحكومة اليمنية في عدن هو حادث عرضي وتجري التحقيقات لكشف ملابساته.
وردا على سؤال عن وجود سوء تقدير في إعلان تحرير عدن بالكامل كما حدث في شبوه، قال: "نتكلم عن ثلاثة أرباع اليمن تحت سيطرة الحكومة الشرعية، ولكن ذلك لا يعني بشكل من الأشكال أن العملية آمنة 100% فلا تزال هناك جيوب مقاومة من ميليشيات الحوثي وصالح".
ورفض المتحدث أي تقدير زمني ليكمل الجيش اليمني استعداداته لمواجهة ميليشيات الحوثي وصالح، وقال: "في الواقع ما زال ينقصه الكثير من عدة وعتاد وخبرة والتدريب والتنظيم الذي هو أهم شيء".