اكدت الامانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري على استمرار مساعي التنظيم ومبادراته الوطنية لإنهاء الاقتتال في اليمن وإخراجه من وضعه الراهن، وأعلنت عن تحرك سياسي على المستويين الداخلي والخارحي للتوصل لحلول للازمة الراهنة ووقف الاقتتال الداخلي والتدخل الخارجي.
وكشفت الامانة العامة في بيان صادر عن اجتماع اعتيادي عقدته خلال الفترة 28-31/5/2015، ان تحركها على المستوى العربي سيشمل الأقطار التي لم تشارك في التدخل الخارجي لتكون وسيطا بين الأطراف الإقليمية، التي تستخدم اليمن ساحة لصراعاتها، بأدوات يمنية، في ظل إعادة تشكل نظام دولي متعدد القطبية.
واضافت ان التحرك الداخلي سيكون في أوساط القوى السياسية الوطنية، من أجل الخروج بحلول للأزمة ووقف الاقتتال، ثم الشروع في بناء الدولة المدنية تجسيدا لمشروع وطني
واكد البيان - الذي حصل (بكيل برس) على نسخة منه - على تمسك التنظيم بمواقفه السابقة والمعلنة المتمثلة برفض الانقلاب والعدوان والإقتتال، والتمسك بنهج المقاومة السلمية، لافتا الى ان تفاقم الأزمة السياسية، واتخاذها الطابع القتالي والسيطرة القسرية على المدن والقرى في عدد من المحافظات، وفي مقدمتها عدن وتعز، فإن الضرورة التي فرضها هذا الواقع على الأرض نتج عنه مقاومة غير منظمة، تحتم على التنظيم أن يلعب دورا فاعلا باتجاه تنظيم وتوحيد المقاومة وأن تكون عناصرها يمنية وضبطها بقيادة موحدة تعمل تحت القيادة الشرعية, وحتى لايؤدي تعددها وتعدد مصادر دعمها وتركها على ما هي عليه الأن إلى أن تتحول إلى عامل من عوامل تدهور ذريع للأوضاع الأمنية, وتصبح سبباً من أسباب نشوب حرب أهلية ذات طابع مناطقي ومذهبي وعقبة من العقبات المانعة لبناء الدولة المدنية المنشودة.
مؤكدة على أن الأولوية المطلقة هي لإيقاف التدخل الخارجي والاقتتال الداخلي، الذي يوشك أن يتحول إلى حرب أهلية ضروس لن تبقي ولن تذر، سوى الخيبة والندامة على وطن منكوب، وأشلاء شعب مزقه أبناؤه.
ورأت الأمانة العامة أن وقف الاقتتال الداخلي هو السبيل الوحيد لإيقاف التدخل الخارجي، وإثبات الجدية ومصداقية التوجه نحو بناء الدولة الاتحادية الديمقراطية، وفقا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وإعادة صياغة العلاقات اليمنية الخليجية على أساس الاحترام المتبادل وبناء علاقات تعاون على المستوى الإقليمي والدولي من أجل أمن ورخاء الشعوب.
واشار البيان الى ان التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري يسعى إلى إقامة علاقات متوازنة، ومتكافئة مع الدول العربية، لاسيما تلك التي لم تشارك في ما يسمى بقوات التحالف، لحثها على تفعيل دورها الإيجابي بين الأطراف الإقليمية، حتى لا يتحول اليمن إلى ساحة للصراع الإقليمي والدولي.
كما يسعى التنظيم لبذل جهود في الساحة اليمنية بين القوى السياسية، لتوفير الظروف الملائمة لعقد مؤتمر جنيف، على أن يستند المؤتمر على المرجعيات التوافقية الجامعة وتكريس أعماله لآليات تنفيذ قرارات مجلس الأمن, وإنجاز ما تبقى من مهام المرحلة الانتقالية والمهام ذات الأولوية في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني, وعدم الدخول في حوارات عقيمة حول قضايا سبق طرقها في حوارات سابقة.
ودعا التنظيم الناصري جميع الأطراف إلى وقف الاقتتال، وطالب جماعة أنصار الله لاتخاذ موقف شجاع بقبول قرار مجلس الأمن رقم 2216، لقطع الطريق أمام المشاريع المعرقلة لبناء الدولة المدنية والدخول في مؤتمر جنيف.
كما دعا التنظيم الأطراف التي شاركت في مؤتمر الرياض إلى سرعة تشكيل هيئة تنسيق لمتابعة تنفيذ المضامين المتفق عليها في إعلان الرياض، المرتبطة بحل الأزمة، والمتوافقة مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
ودعا التنظيم القوى الوطنية الحية، إلى اتخاذ خطوات عملية لضمان عدم عودة منظومة الفساد والتخلف والاستبداد مجددا إلى مراكز القرار والنفوذ.
وحذر التنظيم الناصري من مخاطر الأعمال العسكرية كافة وآثارها السلبية في أمزجة وعقول الشارع اليمني والعربي، وفي تدهور الأوضاع الأمنية وتمزيق النسيج الإجتماعي ومضاعفة الصعوبات التي تحول دون إستعادة شرعية الدولة.
ودعا الأمم المتحدة لتحمل مسئولياتها وتكثيف جهودها لتخفيف المعاناة عن المواطنين من خلال تقديم معونات الإغاثة كافة وضمان وصولها إلى كافة مستحقيها.
واكد التنظيم أن الحل الجذري للأزمة اليمنية وإنهاء أي تدخل خارجي يتعززان فقط بانضمام اليمن إلى مجلس التعاون لدول الخليج العربي وضمان دعم الإستقرار والنمو السياسي والإقتصادي والإجتماعي لدول المنطقة لما يمتلكه اليمن من وزن سكاني وموقع إستراتيجي كما اكد التنظيم على أن علاقاته بالقوى والأنظمة السياسية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، تقوم على أساس الثوابت الوطنية والقومية، وبما يعزز الأمن والاستقرار والاستقلال الوطني لليمن ودول الجوار.