عقدت الهيئة الوطنية الشعبية اليوم بصنعاء فعالية سياسية أعلنت خلالها عن مبادرة إنقاذ وطني مساهمة منها للخروج من الأزمة التي يعيشها الوطن في الوقت الراهن.
وأكدت المبادرة التي شارك في إعدادها 10 مكونات سياسية واجتماعية وقبلية ومنظمات مجتمع مدني بالشراكة مع الهيئة الوطنية الشعبية (دعم وطن) على التمسك بالثوابت الوطنية " الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية " والعمل على تحقيق وتنفيذ ما جاء في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية وملحقها الأمني وفق برنامج واضح ومزمن.
ودعت المبادرة - التي حضر فعالية إعلانها نحو 500 شخصية بينهم أعضاء في مجلس النواب والشورى واكاديمويون ومشائخ وعقلاء وحكماء يمثلون مختلف المحافظات اليمنية وعدد من رجال السياسة والإعلام وممثلي منظمات المجتمع المدني - إلى استمرار الحوار الوطني بنوايا حسنة وصادقة باعتباره الخيار الوطني الوحيد والمتاح لتجنيب اليمن شبح الحرب الأهلية، وتوسيع قاعدة المشاركة في الحوار الوطني ليشمل الأحزاب والهيئات والمنظمات والمكونات السياسية والاجتماعية غير الممثلة على طاولة الحوار والشخصيات الوطنية من عقلاء وحكماء اليمن لاستكمال دائرة التمثيل الشعبي في الحوار.
كما دعت المبادرة - التي تلاها عضو مجلس النواب عبده ردمان - إلى الإيقاف الفوري لكافة أنواع التصعيد الإعلامي والتعبئة المختلفة وبث روح الإخاء والتسامح وتغليب مبدأ التعايش السلمي والتقريب بين وجهات النظر بدلا عن التمترس الذي يؤدي إلى الفرقة والشتات، وتشكيل لجنة للمصالحة الوطنية تضم عقلاء وحكماء وعلماء ومشائخ وسياسيين للتواصل مع كافة الفرقاء في الوطن من أجل إيصال المبادرة وتقريب وجهات النظر وإخراج المبادرة إلى حيز التنفيذ ووضع استراتيجية وخطة عمل مزمنة لتنفيذ كافة البنود التي تم الاتفاق عليها في مسيرة الوفاق الوطني وإيجاد الضمانات الكافية للالتزام بالتنفيذ من كل الأطراف .
وكانت الفعالية استهلت بالسلام الوطني وايات من الذكر الحكيم ثم ألقيت كلمة ترحيبية باسم الهيئة الوطنية الشعبية القاها د. عبده العودي رحب في مستهلها بالحاضرين وأكد على خطورة المرحلة التي يعيشها اليمن وضرورة تكاتف الجهود والتداعي لإنقاذ الوطن. وأوضح العودي الضرورة التي دفعت الهيئة الوطنية الشعبية إلى تبني مثل هذه المبادرة بالتعاون مع شركائها من الاحزاب السياسية والتكتلات الاجتماعية والقبلية ومنظمات المجتمع المدني والتي اتت انطلاقة من الشعور بالمسؤولية الوطنية التي تحتم على الجميع التحرك لتدارك ما يمكن تداركه.
كما القيت في الفعالية كملة رئيس الهيئة الوطنية الشعبية الشيخ صالح محمد بن شاجع القاها نيابة عنه حسين الثريا عضو الهيئة استعرض خلالها تطورات المشهد السياسي والامني في البلاد.
ودعا بن شاجع في كلمته كافة الفرقاء في اليمن الى تحكيم العقل والمنطق، وتجنيب الوطن خيارات الحروب والعنف، مؤكدا ان الاحتكام الى السلاح بدلا عن تحكيم العقل سيقود اليمن الى منزلقات كارثية، ولن يفضي سوى الى الدمار والقتل المتبادل الذي لا ينتصر فيه احد، مشددا على ضرورة الاتعاظ من التجارب المشابهة لبعض الدول العربية التي احتكمت للغة الرصاص بدلا عن لغة الحوار وما تعيشه اليوم من فوضى وعدم استقرار.
كما أكد بن شاجع أن الحلول لن تأتي سوى من الداخل وان أبناء اليمن لا يزالون قادرون على إخراج وطنهم من أزماته الراهنة بالحوار الجاد والحقيقي والشامل الذي لا يستثني احد وعلى قاعدة المصلحة الوطنية العليا التي تغلب المصالح الشخصية والحزبية الضيقة وان يعمد فيها كل طرف إلى تقديم التنازلات والابتعاد عن التخندق والتصلب في المواقف.
وقال: إن سفينة الوطن التي تتقاذفها أمواج هائجة تستدعي من كافة حكماء وعقلاء اليمن التداعي لرأب الصدع وتقريب وجهات نظر الفرقاء وإعادة اللحمة بين ابناء الوطن الواحد وطي صفحة الماضي بكل مساؤها وفتح صفحة جديدة للوطن الذي يتسع لكل ابنائه.
ودعا الشيخ صالح بن شاجع كافة الاطراف والمبعوث الدولي الى اليمن ورعاة العملية السياسية الى توسيع طاولة الحوار ودعوة كافة الاطراف المغيبة بمن فيهم المستقلين والعقلاء والوجهاء.
وفي ختام الفعالية عقد مؤتمر صحفي رد من خلاله أعضاء الهيئة على أسئلة واستفسارات الإعلاميين وأوضحوا الخطوات المقبلة لتنفيذ المبادرة وإخراجها إلى حيز التنفيذ.