أطلق المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر جولة مفاوضات جديدة بين الحكومة اليمنية والحوثيين بعد تعثر اتفاق تسوية كان قاب قوسين أو أدنى، ودان الاتحاد الأوروبي الأعمال الهادفة لتقويض العملية السياسية داعياً جماعة الحوثي لتسليم أسلحتها الثقيلة إلى الجيش، في وقت شهدت مناطق القتال في محافظة الجوف هدوءاً نسبياً بعد أسبوع من المعارك العنيفة .
وقال بيان أصدره مكتب ابن عمر إنه "بدأ جولة جديدة من المفاوضات، بطلب من الأطراف المعنية من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة الراهنة في اليمن" . وعقدت جلسة المفاوضات ليل السبت .
وحسب البيان، فإن ابن عمر استمع إلى مستشار الرئيس اليمني عبد الكريم الإرياني ومدير مكتب الرئاسة أحمد عوض بن مبارك ورئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي اللواء جلال الرويشان وأمين العاصمة عبد القادر هلال وممثلي جماعة الحوثي حسين العزي ومهدي المشاط .
وأوضح أنه جرى "بحث جميع القضايا العالقة بهدف الوصول إلى اتفاق سياسي يحظى بتوافق وطني ويكون قابلا للتنفيذ في أقرب وقت من أجل ضمان أمن اليمن واستقراره" .
ونبه ابن عمر حسب البيان إلى "خطورة المرحلة" إلا أنه أعرب عن "ثقته في إمكان التعاون بشكل جدي وبناء، والتوافق للإسراع في إيجاد حل سلمي" .
ولفت البيان إلى أن ابن عمر كان قد عقد لقاءات في السياق نفسه خلال الساعات الماضية مع الرئيس عبد ربه منصور هادي، ورئيس الحكومة محمد سالم باسندوة، وممثلين عن الحوثيين إضافة إلى سفراء مجموعة الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية .
من جانبه قال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام أمس الأحد إن المفاوضات فشلت بسبب طلب الدول الراعية للمبادرة الخليجية ألا يخرج الاتفاق عن بنودها . وشدد على أن الجماعة ستصعد خطواتها لتكون "مزعجة"، وهدد بأن اللجوء إلى القوة يعني أن الحركة لن تقف مكتوفة الأيدي .
من جانبه، أعلن الاتحاد الأوروبي إدانته لأي أعمال تستهدف تقويض العلمية الانتقالية في اليمن المستندة على المبادرة الخليجية، مشدداً على أنه ينبغي على المنخرطين في المواجهات المسلحة التخلي عن السلاح وتسليم الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها من القوات النظامية والالتزام بالقوانين النافذة .
في غضون ذلك، شهدت جبهات القتال في محافظة الجوف شمال اليمن هدوءاً نسبياً بعد معارك عنيفة دارت خلال الأسابيع الماضية بين قوات الجيش ومسلحي جماعة الحوثي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين . وذكر مصدر أمني مسؤول بالمحافظة أن المعارك الدائرة بين الجيش والمسلحين الحوثيين في مناطق الساقية والغيل ومفرق الجوف توقفت منذ ثلاثة أيام بعد انسحاب الحوثيين من عدة مناطق كانوا يسيطرون عليها، مضيفا "أن الغارات الجوية التي شنها الطيران الحربي خلال الأيام الماضية على مواقع المسلحين الحوثيين أعاقت عملية تقدمهم في جبهات القتال وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وهو ما دفعهم إلى التراجع .