تحت شعار "على خطى التسامح والسلام والتوافقية الوطنية ومن أجل حاضر ومستقبل اليمن ومن أجل اصطفاف وطني شامل خلف القيادة السياسية اقامت امانة العاصمة ومجلسها المحلي مساء الخميس امسية رمضانية موسعة لقيادات العمل التنفيذي والتربوي والفعاليات الجماهيرية والشبابية وخلال الامسية التي حضرها عدد من قيادات الاحزاب والتنظيمات السياسية واعضاء مجلسي النواب والشورى وقيادات الهيئة الوطنية الشعبية لدعم القيادة السياسية.
أكد الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، على ضرورة الانطلاق نحو آفاق رحبة لبناء مستقبل جديد لليمن تتسيد في كنفه الدولة المدنية الحديثة، ويسود في ظلها النظام والقانون وتترسخ في رحابها قيم العدالة والشراكة والمساواة في السلطة والثروة بلا استئثار أو احتكار أو إقصاء.
وأشار رئيس الجمهورية في كلمة ألقاها نيابة عنه مستشاره للشؤون الإعلامية محبوب علي، أشار إلى أهمية استغلال المناسبة التي تعد ذات دلالات هامة، لمخاطبة الحاضرين والمشاركين فيها وهم يلتئمون في هذه الأمسية الرمضانية لمخاطبتهم ومن خلالهم إلى كل أبناء الشعب اليمني العظيم، باعتبارهم دعاة التغيير..
وقال "كنا وما زلنا على يقين تام بل راسخ أن هذا الخيار الوطني العظيم الذي ارتضيناه، لن يتحقق ويرى النور على أرض الواقع، لا بقوة السلاح ولا بالاقتتال وإراقة الدماء، بل بالحوار دون سواه، وهو الخيار الذي لا بديل عنه في كل تجارب الحروب والصراعات الدموية التي اكتوى شعبنا وبلادنا بنيرانها ومآسيها منذ ما يزيد عن نصف قرن من الزمان.
وأضاف: لعلكم تدركون بالقرائن والشواهد التاريخية أن ما تم تحقيقه في مؤتمر الحوار الوطني الشامل مثّل حدثاً هاماً غير مسبوق في تاريخ شعبنا وقواه السياسية والحزبية والمتعددة والمتنوعة، بمشاركة كل أطياف المجتمع نساءً وشباباً من كافة مكونات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية ومن ضمنهم المهمشون.
ونوه الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، بالمنجز اليمني الرائد والمتفرد الذي أبلى الجميع في تحقيقه، بلاءً حسناً، وجعلوا به، اليمن تكبر في عيون العالم، وتشرئب لها الأعناق والأعماق من لدن الأشقاء والأصدقاء، حرصاً على استقرارها وأمنها وديمومتها ووحدتها وحضورها الذي يليق بمكانتها في محيطها العربي والإقليمي والدولي وأكد أنه علينا الاعتراف بلا مواربة أو مداراة، أننا نواجه تحديات خطيرة اقتصادية وتنموية وأمنية من جرّاء أعمال التخريب المتعمد لأبراج الكهرباء وأنابيب النفط والغاز، والتهريب الممنهج، والإرهاب المسلط، تستدعي من الجميع بلا استثناء، توحيد الجهود ورص الصفوف والتسامي فوق الخلافات والضغائن والاحترابات للوصول بالوطن إلى بر الأمان الذي يتوق إليه الشعب بلا خوف أو قلق من المستقبل المجهول الذي تفرضه التعصبات والنعرات المذهبية والطائفية والعرقية والمناطقية والتي تتنافى مع جوهر عقيدتنا الإسلامية السمحاء ومبادئ شعبنا اليمني العظيم وقيمه وأخلاقه الأصيلة.
ولفت الأخ رئيس الجمهورية إلى أنه على يقين، أن التاريخ اليمني الذي حفل بإفشال المشاريع الطائفية والجهوية والإقصائية سينتصر لإرادة الشعب في بناء دولته المدنية الحديثة الجديدة والعيش في ظل حياة حرة وكريمة تسود في ظلها قيم التسامح والوئام والسلام ورباط التآخي والتراحم والمحبة وثقافة الشراكة والتعايش والتنوع وقبول الآخر ونبذ الإقصاء والتهميش والتعصب والغلو والتمييز.
ومضى في حديثه قائلاً: إننا دون أدنى ريب أو تردد، نراهن عليكم يا معشر الشباب، باعتباركم عماد المستقبل، كما نراهن عليكم يا معشر النساء باعتباركن شقائق الرجال وعلى كل الأطياف السياسية والحزبية ومكونات المجتمع المدني من الشخصيات الاجتماعية والثقافية والفكرية والإعلامية ورجال المال والأعمال سنداً وعمداً في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي مثّلت القاسم المشترك للإجماع الوطني والمدخل الحقيقي لبناء اليمن الجديد، جنباً إلى جنب، ويداً بيد، وعلى قلب رجل واحد مع الرجال الميامين، حُماة الوطن الأشاوس وحصن مكتسباته الأمين، من منتسبي القوات المسلحة والأمن الأفذاذ.
ودعا الجميع بقوله :آن الأوان أن نعلي معاً راية المسئولية الوطنية المشتركة التي لا تستثني أحداً، ولا تختصر على شخص رجل واحد، إن لم يكن الكل في واحد والواحد للكل إنه الهم الوطني الجمعي وليس الفردي الذي يتعين علينا جميعاً أن يتسامى ويتسابق في حياتنا ويسمو في رحاب الوطن، وينبض بقدسية اليمن من جانبه ألقى وزير الأوقاف والإرشاد حمود عباد، كلمة رئاسة الوزراء، نقل خلالها رسالة الحكومة التي تؤكد على ضرورة أن يكون الجميع جزء من الوطن العزيز والشعب الغالي ويعكسون ثقافة ومفاهيم التسامح والتفاهم والقبول بالآخر، والعيش مع بعضهم البعض مجسدين مبادئ الإخاء والشراكة والتعاون .
وقال الوزير عباد: إن أي طرف أكان حزب أو جماعة يظن بأنه قادر أن يحكم ويهيمن على الوطن والسلطة لوحده فهو يعيش حياة من التوهان، كون الوطن للجميع .. لافتاً إلى أن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل هي رؤية وسبيل لاستشراق المستقبل وأنها الخيار الوحيد لليمنيين، باعتبارها تُمثل عهداً سياسياً لإرادة شركاء العملية السياسية ويجب على جميع القوى الالتزام بها، فالوطن أكبر من الجميع وينبغي المحافظة عليه بحُسن الشراكة والتعاون والحفاظ على اليمن والشعب موحّداً.
من جهته أوضح الشيخ صالح محمد بن شاجع رئيس الهيئة الوطنية الشعبية لدعم القيادة السياسية وتثبيت الأمن والاستقرار وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، أن الحوار الوطني بمثابة قبلة كل الفرقاء ومقصد كل الخصوم في الشمال والجنوب للالتقاء والتفاهم على مائدة إخاء وود وصدق عبر بوابة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمّنة، والذي أفضى في نهايته إلى مخرجات مثّلت في مجملها وثيقة وخارطة وطنية لبناء يمن فيدرالي اتحادي قوي يرتكز على المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية والمشاركة في السلطة والثروة، واضعاً في المقدمة القضية الجنوبية وقضية صعدة مرتكزاً لحل كل مشاكل اليمن.. مؤكدا أن من شاركوا في الحوار الوطني ومثّلوا مختلف ألوان الطيف السياسي والاجتماعي وفي مقدمتهم قائد سفينة النجاة وربانها الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ،لن يسمحوا لما توافق عليه اليمنيون بأن يحوله أي طرف إلى محل خلاف أو نزاع أو فُرقة، أو استغلاله لحرف مساره أو تغيير وجهته إلى ما يضر باليمن وشعبه ويعيد الوضع إلى مربع العام 2011م .
لافتا إلى ان اليمن مرت في الآونة الأخيرة بمراحل عصيبة جدا واختبار قاس وأحداث جسام بدء من الأعمال الإرهابية والحرب التي يخوضها الجيش والأمن ضد تنظيم القاعدة وأعمال التخريب والاعتداء على الكهرباء والنفط وصولا إلى ما جرى في محافظة عمران من أحداث دامية وتشريد للسكان بالتزامن مع ما يجري في محافظة الجوف من مواجهات لن يخرج منها أحدا منتصرا مشددا على ان الخاسر الأول والأخير هو الوطن وأبناءه اضف إلى ذلك ما يمر به اليمن من ضائقة اقتصادية صعبة لم تعد خافية على احد موضحا ان اليمنين اليوم أمام اختبار حقيقي للإرادات الوطنية الصادقة في ان يترجموا أقوالهم إلى أفعال وان يثبتوا للجميع باننا اليمنيون جديرون واهل لذألك الدعم الخليجي والإقليمي والدولي الذي لم يحظ به أي بلد في العالم قبل وخلال وبعد مؤتمر الحوار الوطني من خلال دعمنا لأنفسنا والأخذ بناصية مخرجات حوارنا الوطني وتنفيذها أولا بأول حتى لا يقال بان اليمنين بما يحدث لديهم من حروب وصراعات ومماحكات وانفلات امني باتوا بحاجة إلى مؤتمر حوار ثاني وذلك لن يتم لان الحوار الذي تم كان أول وأخر الفرص التي لن تتكرر
مخاطبا المشاركين في الأمسية بالقول : اذا لم نجعل من دروس الماضي عبرة ومن الحاضر عبرة لامتطاء جواد المستقبل لتنفيذ مخرجات الحوار فسنقدم انفسنا لأجيالنا القادمة في ابشع صورة ولن تغفر لنا ولن يسامحنا التاريخ مشددا على أننا اليوم أمام لحظة تاريخية فارقة في ان نكون أو لا نكون وهو ما يحتم على اليمنين ان يقفوا وقفة الرجال الصادقين الى جانب فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي والالتفاف حولة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وضرورة ان نجعل من كل فصل في وثيقة الحوار الوطني وطنا لا يستوطنه قتال ولا خوف ولا إرهاب ومن كل عبارة جيشا لا يغلب ومن كل فقرة شبابا متسلحا بالعلم والمعرفة ومعولا للبناء والتنمية ومن كل كلمة مدرسة أو جامعة أو معهدا ومن كل حرف يمنا موحدا أمنا مستقرا وكان الأخ امين جمعان أمين عام المجلس المحلي بأمانة العاصمة قد القى كلمة أشار من خلالها إلى أن الوطن اليمني العظيم يمضي على خُطى المستقبل في إطار التداول السلمي للسلطة وسط تداعي جماهيري عارم وإنفاذاً لاستحقاقية استثنائية .. مباركاً في خضم تداولات الأمسية الرمضانية توجيهات فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، والتي تأتي على طريق استكمال هيكلة القوات المسلحة كمؤسسة دفاعية سيادية وطنية غير خاضعة لرغبات النفوذ أو الاحتسابات السياسية أو الحزبية على أسس علمية ومنهجية تحديثية شاملة كغاية باتت تحتل اليوم صدارة اهتمامات المجتمع وآلامه اليمنية وأولوية توافقية تُجسد إرادة كل اليمنيين بما يُلبي تطلعاتهم وآمالهم في تجاوز التراكمات الماضية باتجاه المستقبل الواعد بالخير في ظل الوحدة المباركة والمسار الديمقراطي الراسخ.