شهد الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الاحتفال الكبير الذي أقيم اليوم في القصر الجمهوري بصنعاء بمناسبة اختتام مؤتمر الحوار الوطني الشامل, بحضور كبار مسؤولي الدولة وقيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الشبابية والنسوية والجماهيرية والإبداعية ..فضلا عن الوفود رفيعة المستوى للدول الشقيقة والصديقة وفي مقدمتها الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية والجامعة العربية والأمم المتحدة والذين حرصوا على مشاركة الشعب اليمني أفراحه بهذا الإنجاز التاريخي الكبير الذي جسد بنتائجه عظمةَ الشعب اليمني وحكمة أبنائه، بانتهاجهم الحوار و الوفاق، وسيلة حضارية مثلى لصنع خارطة الطريق نحو المستقبل الأفضل .
وتقدم ضيوف اليمن الكبار رئيس جمهورية جيبوتي عمر جيله ورئيس المجلس الوزاري الخليجي النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية بدولة الكويت الشقيقة الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ووزير الدولة للشؤون الخارجية بالمملكة العربية السعودية نزار بن عبيد مدني ووزير الدولة للشؤون الخارجية بمملكة البحرين غانم بن فضل البوعينين ووزير الشباب والرياضة بدولة قطر صلاح بن غانم العلي ومساعدة نائب وزير الخارجية الأمريكية باربرا ليف والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني ونائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشئون اليمن جمال بنعمر ،
وفي الاحتفال الذي بدء بالسلام الجمهوري ثم أي من الذكر الحكيم القى الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي خطابا هاما رحب في مستهله بالحاضرين .
وقال :" أرحب بكم جميعاً في هذا اليوم الخالد في تاريخ اليمن وأرحب باسم الشعب اليمني بضيوفنا الكبار الأجلاء من أشقائنا وأصدقائنا الذين أصروا على مشاركتنا فرحتنا بانتصارنا الكبير المتمثل في نجاح مؤتمر الحوار الوطني والذين كانوا خير الداعمين والمساندين لنا في كل لحظة وفي كل ساعة فلكم مني ومن شعبكم في اليمن كل الشكر والتقدير والامتنان ".
وأضاف :" هذا اليوم الذي سيكون علامة فارقة في حياة هذا الشعب العظيم التواق إلى مستقبل أفضل وأكرم وأجمل يستحقه بعد أن حُرم من تحقيقه عقوداً بل ربما قروناً طويلة".
وأستطرد الأخ الرئيس قائلا:" هذا اليوم الخامس والعشرون من يناير الذي نلتقي فيه وقد اختتمنا بنجاح منقطع النظير مؤتمر الحوار الوطني الشامل واستطعنا تجاوز كل الصعوبات والعوائق التي واجهها خلال فترة انعقاده سواء ماكان متعمداً منها أو ماكان طبيعياً ومتوقعاً وهو ما أدى إلى امتداد أعماله عشرة أشهر كاملة بدلاً عما كان مرسوماً له وهو ستة أشهر فقط.. ومع ذلك فإننا نعتبر مثل هذه الفترة رقماً قياسياً إذا ما تأملنا في التعقيدات والصعوبات التي بدأ المؤتمر أعماله في ظلها".
وخاطب الأخ الرئيس جماهير الشعب اليمني قائلا:" وها أنتم يا أبناء شعبنا ترون اليوم ضيوفكم الكبار من الأشقاء والأصدقاء يحتفلون معكم بهذا الإنجاز الوطني الكبير، وهذا أكبر دليل على أهمية وعظمة ما خرج به مؤتمرنا الوطني".
ومضى قائلا :" وبهذه المناسبة الكبيرة نؤكد لضيوفنا الأعزاء أننا سنمضي بكل جدية وصدق بدعمهم ومساندتهم في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني لنصنع سوياً يمناً جديداً يفخر به شعبه ويكون عمقاً وسنداً لأشقائه ودعماً لأمن المجتمع الدولي وعامل استقرار للعالم كله".
وأردف الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي قائلا:" إن نجاح مؤتمر الحوار صنعناه بإرادة يمنية خالصة وباختيارات وطنية لامجال فيها لحسابات غير مصلحة الوطن والمواطنين".
وقال :" لقد كانت تجربة الحوار مدرسة في الأداء والإنجاز وتعبيراً واضحاً عما يمكن لليمنيين القيام به إن صدقت النوايا وتوافرت الأجواء الصحية للعمل".
وتابع:" لقد كان الحوار إحياء للحكمة اليمانية التي غابت عنا أحياناً لكنها أبداً لم تمت في دواخلنا".
واستدرك قائلا:" فإذا كان اليمنيون قديماً قد بنوا إحدى أكثر الحضارات تطوراً وإبهاراً في العالم، فإنهم اليوم يبنون وطناً جديداً ومصيراً مشتركاً.. فلقد أعادنا الحوار إلى أنفسنا وإلى حقيقتنا..فَـقَدرُنـا كيمنيين هو أن نتخلى عن معاول الهدم وأن نطلق ورش البناء والتشييد، وهذا هو نجاحنا الحقيقي".
وخاطب الأخ رئيس الجمهورية أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل قائلا:" لعلكم تتذكرون ما قلته لكم في كلمتي التي ألقيتها في افتتاح أعمال المؤتمر في 18 مارس الماضي بأنكم ستخلدون أسماءكم في ذاكرة أجيالنا القادمة وفي ذاكرة العالم كله إذا اقتنعتم بأنه ليس هناك من خيار أمام مؤتمركم سوى خيار واحد وهو خيار النجاح والنجاح فقط".
وأضاف:" لقد كنتم بفضل الله تعالى عند مستوى ثقة شعبكم وقيادتكم بكم ووصلتم بمؤتمر الحوار إلى خيار النجاح الكامل غير المنقوص عبر تجربة فريدة وغير مسبوقة على مستوى العالم كله من حيث ظروفها وتعدد أطرافها وتعقيد قضاياها وتشابك مصالحها وعمق صراعاتها وخلافاتها وتداخل أبعادها الفكرية والجغرافية والإنسانية".
ومضى الأخ الرئيس قائلا :"لقد استحققتم بامتياز أن تكونوا ضمن سجل الخالدين في ذاكرة شعبنا ووطننا بما توصلتم إليه من مخرجات تضمنتها الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار الوطني والتي ستكون بلا شك الدليل الكامل لمسار العمل الوطني في المرحلة القادمة".
وأوضح الأخ الرئيس أنه تمخض عن مؤتمر الحوار أكثر من ألفين من المخرجات توزعت ما بين موجهات دستورية وأخرى قانونية وبين توصيات لتعديل السياسات العامة وجعلها في خدمة المواطن والوطن.. مذكرا أعضاء مؤتمر الحوار بأنه خاطبهم في يوم افتتاح المؤتمر بأن كل القضايا المطروحة للحوار تتطلب من جميع الأطراف تقديم تنازلات تبدو مؤلمة بمعايير اليوم لكن الأجيال القادمة ستعتبرها بمعايير الغد إنجازاً تاريخياً في سجلها السياسي.
وأردف قائلا :" وهذا ما حدث بالفعل فالجميع قدم تنازلات مؤلمة وغلبتم مصلحة اليمن على مصالح مكوناتكم، ولذلك كانت الحصيلةُ تاريخية بكل المقاييس من خلال التوافق على كل التقارير التي أفضت في النهاية إلى الوثيقة النهائية التي بين أيدينا اليوم.
وأكد الأخ رئيس الجمهورية بأن اليمن لن يمضي إلى الأمام وإلى المستقبل الأفضل إلا بقاعدة لا غالب ولا مغلوب، لاظالم ولامظلوم.. وان الكل سواسية أمام القانون لا فضل ليمني على آخر إلا بقدر الالتزام بالنظام والقانون.
وقال :" لقد سمعت كثيرين منكم يقولون إن مشكلتنا في اليمن ليست مع القوانين والتشريعات وإنما في التطبيق.. وأنا أقول إن هذا الأمر صحيح نسبياً فقط، أولاً لأن المنظومة المتكاملة التي أنتجها الحوار تعد متقدمة بشكل لا يقبل المقارنة مع منظومتنا الحالية، فشتان بين الماضي الذي نخرج منه إلى غير رجعة، وبين المستقبل المشرق الذي رسمتم ملامحه في مؤتمر الحوار".
وأضاف:" أما الأمر الثاني فهو تغير الإرادة السياسية في هذا البلد. وينبغي أن لا يكون لديكم أدنى شك في أن ما بعد 2011 ليس هو ما قبله، وأن ما بعد الحوار لا يشبه أبداً ما قبل الحوار".
وتابع :" أما الأمر الثالث وهو الأهم، فهو أننا تجاوزنا مجرد الكلام عن قضايانا إلى إيجاد حلول عملية لها. وهذا هو جوهر التغيير الحقيقي".
وأشار الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي إلى أهمية أن تدرك أجيالنا القادمة أن وصولنا إلى هذا اليوم لم يكن بالأمر السهل بل سبقه الكثير من المعاناة والألم والصراعات والبحث عن النفوذ على حساب المصالح العامة والاستئثار بالسلطة على حساب المصلحة الوطنية.
وقال :" لقد أثبتت التجارب المريرة أن أمن واستقرار اليمن وازدهاره الاقتصادي كلها أمور مشروطة بالشراكة الوطنية في إدارة شؤون البلاد وإلغاء كل أشكال الاحتكار العائلي أو القبلي أو الحزبي أو المناطقي أو المذهبي للحكم.. الشراكة الوطنية المسؤولة بعيداً عن الكيد السياسي والخطط الانقلابية".
وشدد الأخ الرئيس أنه وبدون هذه الشراكة فإن الوطن لن يذوق طعم العافية ولن يتفرغ للتنمية والاستقرار والازدهار، لأن التجارب أثبتت أنه لا يمكن لطرف واحد أن يحكم ويقصي الآخرين، منبها في ذات الوقت بأن الشراكة إذا لم تَمضِ بضوابط واضحة ورقابة صارمة فإنها ستكونُ وبالاً على البلاد وعلى الشعب، وأن هذا ما سنعمل على أن يكون حاضراً خلال الفترة القادمة.
وتطرق الأخ رئيس الجمهورية في خطابه الهام التي التحديات الجسام التي واجهت وطننا خلال السنوات الماضية .
وقال : " قبل عشر سنوات من الآن تحديداً دخلت البلاد في منحدر سحيق منذ أن بدأت حروب الاستنزاف في محافظة صعدة، تبعها نشاط سياسي احتجاجي سلمي واسع في المحافظات الجنوبية على الكثير من المظالم التي أعقبت حرب صيف 1994م تبلور فيما عُرف لاحقاً بالحراك السلمي الجنوبي.. وقبل هذا كله ومعه وبعده ظل كابوسُ تنظيم القاعدة الإرهابي ينشر الخوف في صفوف المواطنين فتراجعت معدلات التنمية والاستثمار والسياحة وتضرر المواطنون قبل أن تتضرر الدولة وحدث التدهورُ الاقتصادي مصحوباً باستشراء الفساد وتعميق المركزية والاستئثار بالنفوذ والسلطة".
وأضاف:" ولأول مرة عجزت الدولة عن إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد وهو أبريل 2009م، وأَجْـبَرت المعارضةُ السلطةَ على تأجيلها حتى تتوافر ضمانات حقيقية لانتخابات حرة ونزيهة.. وجرى حوار سياسي محدود أفضى إلى اتفاق سياسي في منتصف عام 2010م على إجراء حوار وطني شامل، لكن العراقيل ظلت تواجهه حتى وصلت البلاد إلى انسداد سياسي كامل خرج بعده الشباب في كل المحافظات إلى الساحات والميادين منذ فبراير 2011م للمطالبة بالتغيير".
واستطرد قائلا:" ورغم تحقيق أهداف الشباب في التغيير إلا أن الثمن الذي دفعه الشعب في عام 2011م وبالذات في العاصمة صنعاء وأبين وتعز كان صعباً، ولذلك دعوت الجميع في يوم أداء اليمين الدستورية أمام مجلس النواب إلى إغلاق صفحة الماضي وطلبت فتح صفحة جديدة ناصعة البياض لنتمكن من التفرغ لبناء اليمن الجديد الذي ننشده جميعنا".
ومضى الأخ الرئيس قائلا:" يمكننا القول اليوم أننا اقتربنا من بر الأمان، بل إننا وصلنا إلى طرف الشاطئ بعد عامين من الشراكة السياسية الناجحة وتصحيح الكثير من الأوضاع المختلفة وإعادة هيكلة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، ومازال أمامنا شوط طويل سيبدأ فوراً بوضع الآليات الضرورية لتنفيذ الوثيقة النهائية للحوار وضماناتها والإجراءات التنفيذية الكفيلة بانتقالنا من مرحلة الجهاد الأصغر المتمثل في التنظير ووضع الرؤى، إلى مرحلة الجهاد الأكبر.. جهاد العمل الجاد لبناء الدولة اليمنية الحديثة القائمة على منظومة حكم جديدة تلتزم أصالتها وعراقتها وقيمها وتواكب عصر الحداثة ومتطلبات القرن الواحد والعشرين"، مبينا في هذا الشأن أن أي تقاعسٍ أو تقصير في تنفيذ هذه الوثيقة التي حظيت بالإجماع الوطني سيعتبر تقصيراً في حق اليمن الجديد ونهضته وازدهاره، بل إنه خيانة لدماء الشهداء الغالية التي سالت من أجل غدٍ أفضل تُبسط فيه العدالة وتُرفع المظالم وتجفَّف منابعُ الفسادِ وتتحقق فيه المواطنة المتساوية وتتعزز فيه الحريات ويتساوى فيه الجميع أمام القانون.
ولفت إلى أهمية أن يدرك الجميع أن المهام الواردة في الوثيقة النهائية لا تستطيع حكومة واحدة القيام بها بل الحكومات المتعاقبة بدءً من الحكومة القائمة التي ستنجز جزءاً من المهام حتى إجراء الانتخابات وستواصل الحكومات اللاحقة بالأقاليم، بقية المهام التي يحتاج بعضها لوقت غير قليل في التهيئة والتحضير للانتقال إلى نظام الأقاليم.
وحث الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في خطابه الهام كافة اليمنيات واليمنيين على أن يكونوا قوى إيجابية للضغط والاقتراح والرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار، باعتبار تلك المخرجات هي ملك لهم، ولهم وحدهم، وهي طريقهم إلى الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية.. مهيبا بالجميع بان يمشوا في طريقهم بعزيمة وإرادة وأن لايقبلوا أبداً بما هو دون تطلعاتهم.
وخاطب الجميع قائلا :" إن الحوار كان مطلبكم والدولة المدنية الحديثة كانت حلمكم".
وتابع الأخ الرئيس قائلاً :" إن مهمة تنفيذ مخرجات الحوار تقع على عاتقنا اليوم، وتحملنا الأجيالُ هذه المسؤولية الكبيرة لانتشال اليمن من هاوية الصراعات والنزاعات التي سئمها الشعب وحل معضلاته وقضاياه الشائكة التي تحولت إلى تركة ثقيلة تراكمت وتفاقمت بفعل إهمالها لفترات طويلة حتى تحولت إلى مشاكل معقدة ومزمنة ساهم في ذلك عقلية إدارة البلاد بالأزمات وتجاهل المطالب الشعبية الملحة والمشروعة التي تصاعدت إلى حد الانفجار لأنها لم تجد من يتجاوب معها كون أن أي نظام سياسي لا يمتلك قدرة التجاوب مع تطلعات الشعوب فإن شرعيته تستمر في التآكل ويحكم على نفسه بالفشل قبل أن يحكم عليه الآخرون".
وزاد بالقول :" و لذلك فإن أي رؤى تغييرية جديدة يجب أن تراعي متطلبات الواقع وتشخص تشخيصاً دقيقاً مشاكله وعوامل إحباطه لأن التوصيف الخاطئ يقود على الدوام إلى معالجات خاطئة تزيد الوضع سوءً، كما أن روح المبادرة والتغيير إلى الأفضل يجب أن تكون هي الروح السائدة عند الجميع لترجمة مخرجات الحوار على أرض الواقع".
وأردف الأخ رئيس الجمهورية قائلا :"كما أنه من المهم أن نولي الجانب الاقتصادي الاهتمام الأكبر كون أغلب المشاكل هي ناتجة عن هذا العامل إلى جانب عاملي سوء الإدارة وتفشي الفساد ولهذا فإن الواجب يقتضي تسخير الاقتصاد لخدمة السياسة، مع أن الوضع الطبيعي أن تخدم السياسةُ التنميةَ الاقتصادية.. ويجب علينا أن نتخلص من طريقة التفكير القديمة التي أفسدت فيها السياسةُ الجانبَ الاقتصادي".
وفي حين أكد الأخ الرئيس في هذا الصدد أن مهمتنا الأساسية اليوم تتمثل في صياغة الدستور الجديد حتى ننتقل إلى المرحلة التالية بيسر وسهولة، كشف أنه سيتم قريبا الإعلان عن تشكيل لجنة الأقاليم ولجنة صياغة مشروع الدستور.
وعبر الأخ رئيس الجمهورية في خطابه باسم أبناء الجمهورية اليمنية جميعاً، قيادة وحكومة وشعباً، عن عظيم الثناء والتقدير والامتنان للمجتمع الدولي وللدول العشر الراعية لمؤتمر الحوار الوطني، وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بقيادة أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، لما قدموه من كريم العناية والرعاية والمتابعة لأعمال مؤتمر الحوار الوطني ومن الحرص على أمن اليمن واستقراره. . مزجيا كامل الشكر والتقدير للأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني، ، وللمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر ولسفراء دول مجلس التعاون الخليجي السابقين والحاليين، وكذا سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، السابقين والحاليين، وسفراء ألمانيا والاتحاد الأوروبي السابقين والحاليين.. ولكل من ساهم وتابع ورعى أعمال هذا المؤتمر ونتائجه الباهرة.
وتوجه الأخ رئيس الجمهورية بالتهاني لكافة أبناء شعبنا اليمني العظيم في الداخل والمهجر على هذا المنجز التاريخي الذي خرج به مؤتمر الحوار الوطني الشامل.. معتبرا مخرجاتهِ انتصارٌ للشعب وانتصار للوطن اليمني الواحد والموحد.
وقال :" وهنا أسجل شكرنا وتقديرنا لأبناء القوات المسلحة والأمن الساهرين على أمن واستقرار اليمن".
وأبتهل الأخ الرئيس الى المولى عز وجل بأن يتغمد بواسع الرحمة شهداء الثورة اليمنية والثورة الشبابية التي تعتبر استكمالاً لثورة سبتمبر وأكتوبر، وضحايا الإرهاب وأعضاء مؤتمر الحوار الوطني الذين استشهدوا وهم يؤدون واجبهم الوطني في خدمة الوطن.. وأن يوفقنا جميعاً لما فيه مصلحة الوطن وازدهاره وتحقيق تطلعات شعبنا وتوقه إلى حياة كريمة ومستقبلٍ سعيد وزاهر لكل أبنائه.
وكان أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الدكتور احمد عوض بن مبارك القى كلمة اشار فيها إلى أهمية هذا الحدث التاريخي الذي يشهده اليمن اليوم في ختام اعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
وقال :" كم هو بديعٌ أن نلتقي هذا اليوم مجدداً لنحتفلَ مع كافةِ أبناءِ الشعبِ اليمني، وليحتفلَ معنا الأشقاءُ والأصدقاء، بهذا النجاحِ الباهر وما أجملَ أن نلتقي اليوم بعدَ أن قطعنا شوطاً في مرحلةِ التغييرِ السلمي في وطننا الحبيب، لنحتفي بانتهاءِ أعمالِ مؤتمرِ الحوارِ الوطني الشامل بسلامٍ وتوافق وإنجازٍ غيرِ مسبوق وأن نمضي قدماً نحوَ بناءِ اليمنِ الجديد يداً بيد مخلّفين الماضي وكلَ الامه".
وأضاف :"ربما لم يكنِ الوقتُ مواتياً لتقديرِ حجمِ ما أنجزناه في مؤتمرِ الحوارِ الوطني حقَ تقديره، ففي النفوسِ ضيقٌ يزاحمُ فرحتنا ونحنُ نرى كراسي شاغرة من زملاءٍ أعزاء، ورفاقِ دربِ أوفياء، كانَ أحرى أن يكونوا معنا اليوم، لكن قوى الغدرِ والشر أبتّ إلا أن تَخطِفهم منا ومنِ الوطن، لكن هيهات أن تغيبَ ذِكراهم عن وِجداننا"، مترحما على عضو مؤتمرِ الحوار عضو فريقِ بناءِ الدولة في مؤتمر الحوار الشهيدُ الدكتور أحمد شرف الدين، وعضو لجنةِ الانضباطِ والمعايير الشهيدُ القاضي عبد الجليل نعمان، وعضو مؤتمر الحوار عضو فريق صعدة الشهيدُ الدكتور عبد الكريم جدبان، وعضوة مؤتمرِ الحوار في فريقِ الحقوقِ والحريات المرحومة الدكتورة رمزية الإرياني.
وتابع بن مبارك" نَذكرهم اليوم تقديراً لعطائهم والتزامهم، ونرى في نجاحِ الحوار خيرَ الجزاء لهم وخيرَ العزاء لنا ، لن ينسى أبناءُ اليمنِ وهو يتابعونَ الجلسةَ الأخيرة من الجلسةِ العامةِ الختامية التي امتزجت فيها مشاعرُ الحزن بمشاعرِ الإنجاز وكيف انهزمت قوى الشر بانتصارِ الحكمةِ والإرادةِ اليمنية".
وقال :"كان ينبغي أن يُنهي مؤتمرُ الحوارِ أعمالهُ قبلَ ثلاثةِ أشهرٍ من الآن، لكنَ عُمقَ القضايا وحجمَ التحديات فرضا أن يتأخرَ مؤتمرنا عن موعده لربما كان هذا التأخيرُ خيرَ دليلٍ على جديةِ ومصداقيةِ الحوار من جهة وأن المتحاورين لم يستسلموا لسيفِ الوقتِ وأعطوا القضايا المصيريةَ حقها من النقاشِ والمشاورات وما كنا لنرضى بحلٍ غيرَ عادلٍ أو منقوص لقضيةٍ حاسمة كالقضيةِ الجنوبية، وما كنا لنقبل بقراراتٍ غيرِ ناضجة لقضايا وطنيةٍ كبرى"، مشيرا إلى أن الحوار كان ا حقيقياً وعميقاً وشاملاً أتت مخرجاتهُ كثمرةٍ طيبةٍ للتوافقِ الفريد ونفاخر اليوم بهذا الإنجازِ الحقيقي والمشروعُ الوطني الجامع".
وأردف قائلاً :"لقد كانت القضيةُ الجنوبية هي القضيةُ الرئيسيةُ لهذا المؤتمرِ منذُ البداية ، وكانت تضحياتُ الحراك الجنوبي على مدارِ سنوات هي التي أسست لهذه الصدارة".. داعيا الشارعَ في كلِ محافظات الجنوب للنظرِ لمخرجاتِ الحوار باعتبارها فرصةً ذهبية لطيّ صحفةِ الماضي، ولإفساحِ الطريقِ للشباب والاطفال لكي يحيوا بلا إرثٍ أليم لم يكن لهم يدٌ في صنعه.
وأضاف:" لم تكنْ رحلةُ الحوارِ سهلةً ويسيرة، بل غايةً في التعقيد وخصوصاً بناءُ التوافق حولَ قضايا مصيرية وتَعقدت القضايا، وتعطلت أعمالُ بعضِ فرقِ العمل، واستمرينا في مهمتنا الوطنية، معَ ذلك نجحنا رغمَ محاولاتِ تعطيلِ أعمالِ مؤتمرِ الحوارِ المتكررة والمخاطرِ والحملاتِ الإعلامية والتحدياتِ المختلفة وحوادثِ الاغتيالات الأليمة، مضينا من أجلِ مستقبلِ أولادنا رغمَ الجروحِ وفي نهايةِ المطاف نجحنا ما أجملَ النجاح.. وما أروعَ أن يكونَ بضميرِ الجمعِ لا بصيغةِ المفرد."
وتابع بن مبارك :"وَقعنّا بالأحرفِ الأولى على العقدِ الجديدِ الذي سيجمعُ اليمنيين، ويضعُ بين أيديهم زاداً للمستقبل، يعينُهم على بناءِ الدولةِ المدنيةِ الحديثة التي نشدّها الشباب ونزلَ من أجلها للساحات، وما كانَ لهذا النجاحِ أن يتحققَ لولا تظافرُ جهودِ كلِ اليمنيين وحكمةُ القيادةِ السياسية وإنّ لكلِ مرحلةٍ قائد، وقد شاءَ القدرُ واختارَ الشعبُ الرئيس عبد ربهُ منصور هادى قائداً لهذهِ المرحلة الحاسمةِ من تاريخِ اليمن".
وقال أمين عام مؤتمر الحوار" ونحن نشهدُ له وللتاريخ أنه قاد البلادَ بحكمةٍ واقتدار رغمَ تعقيداتِ المشهدِ السياسي والأمني والاقتصادي، فلهُ منّا أجزلَ الشكرِ وأخلصَ العرفان كونه أثبتَ أن القيادةَ ليست منصباً أو مكاسبَ ذاتية أو إهداراً لمقدراتِ الوطن، وإنما هي عطاءٌ للوطنِ وإعلاءٌ لمصالحه وتحصينٌ لأجيالهِ المقبلة".
وأضاف :"لقد خلقَ الثامنُ عشر من مارس حالةً من الاصطفافِ الوطنية التي لم يشهدُ تاريخُ اليمن لها مثيلاً، فتوافقَ الجميعُ على قاعدة لا غالب ولا مغلوب وتحاورت كلُ الفئاتِ الحزبية والمكوناتُ الاجتماعية في بلدٍ كانَ على حافةِ الحربِ الأهلية لولا لطفُ الله وعنايته، واليوم ها نحنُ نصلُ للمرحلةِ التي نشاهدُ فيها نتائجَ هذا الاصطفاف، مخرجاتٌ لعقدٍ اجتماعيِ جديد ستتولى لجنةُ صياغةِ الدستور مسئوليةَ تحويلهِ لدستورٍ جاهزٍ للاستفتاء ، ما كان لمؤتمرٍ بهذا الحجمِ وبهذه الهندسةِ الاحترافية أن ينجحَ إلا بدعمٍ كبيرٍ ومؤازرةٍ حقيقيةٍ وصادقة من كلِ أشقاءَنا وأصدقاءَنا في الجوارِ وفي العالم " مشيدا بدعمهم ومواكبتهم لليمن خلال الفترة الانتقالية .
وقال :"إنّ إشرافَ ومتابعةَ ورعاية الأشقاءِ في دولِ مجلسِ التعاونِ الخليجي دونَ استثناء صنعوا البوابةَ التي خرجَ بفضلِها اليمنُ من أتونٍّ الصراعِ ومخاطرِ الانزلاقِ إلى الهاوية إلى آفاقِ الحوارِ والتوافقِ الرحبة ، وكان لمتابعةِ ودعمِ الدكتور عبد اللطيف الزياني أمين عامِ دول مجلس التعاون الخليجي بالغَ الأثر. . وأنا أذكرُ جيداً تفاؤلهُ في حفلِ افتتاحِ مؤتمرِ الحوار حين خاطبنا قائلاً: "ستتوفقون وسيكونُ إخوانُكم في مجلسِ التعاونِ بجانبكم".
وتابع "اليوم أقولُ له لقدّ كُنا عندَ حُسنِ ظنكم وظنِ شعبنا وكنتم عندَ وعدكم ولم توفروا دعماً أو جهداً إلا قدمتموه بسخاء ، كما أسجلُ بعرفانٍ الدور الحاسم لرفيقِ دربِ اليمنيين، الصديق الصدوق الدكتور جمال بنعمر الذي ظلَ ناصحاً مخلصاً ووسيطاً أميناً وميسراً صبوراً قضى ليالٍ طوال في اجتماعات الفريقِ المصغرِ للقضيةِ الجنوبية التي كانت تمتد أحياناً إلى ما بعدِ منتصف الليل.
وقال" لقد تطلبَ منه الأمرُ سبعةً وعشرين رحلة، وعمليةً جراحية، وعدة حملات مغرّضة ليصل ليشاركنا هذا النجاح، وهو بالمناسبةِ أولُ نجاحٍ بهذا الحجم لمنظمةِ الأممِ المتحدة منذُ إنشائها في منطقتنا العربية وقد جاء على يديّ أخٍ عربي.. مغربي/يمني".
وتابع بن مبارك قائلاً :"لا يمكنني أن أقفَ في هذا المكان دونَ أن أتقدمَ بعميقِ الشكرِ والامتنانِ والعرفان للمرأةِ اليمنية التي أثبتت أنها قياديةٌ وسياسيةٌ ومحاورةٌ من الطرازِ الأول و كيف لا وأنتنْ حفيداتُ بلقيسَ وأروى ".
وأكد أن المرأة اليمنية في الحوار مثلّت ِ نظيرتها في البيتِ والمدرسة، والحقل ومكانِ العمل خيرَ تمثيل، فنقلّت لنا همومها ومعاناتها دونَ رياءٍ ، وجاهدت بكل قوتها لتنتزع حقوقها ، وقال:" وفي الحقيقةِ إن مشاركةَ النساء لنا طوالِ هذه الفترة جعلتنا نشعرُ بحجمِ الخسارة التي كانَ يتكبدّها الوطن لعدمِ إعطائهن الحصةَ التي تليقُ بهن في إدارةِ شؤونِ البلد وفي اتخاذِ القرار ، كما أن الشبابَ إناثاً وذكوراً، مستقلين ومتحزبين، قدموا نماذجَ رائعة وقطعوا الساعاتِ الطوال مع باقي الأعضاء ليرسموا تفاصيلَ هذه اللوحةِ البديعة".
وأردف قائلا" لقد أكملوا اللوحةَ التي رسمها ببسالةٍ زملاءٌ لهم في ساحاتِ الثورةِ وميادينِ التغيير، إنهم الثروةُ الحقيقيةُ والأغلى لهذا الوطن، الثروةُ التي لا تنضبّ والتي تستعصي على الاحتكارِ والاستئثار و هم أصحابُ مشروعِ التغيير و حراسُ الربيع وحماةُ المستقبل".
وأضاف :"كلُ الشكرِ لكلِ أعضاءِ المؤتمرِ من كلِّ المكونات بلا إستثناء يُشرفني أن أثنيّ على جديتكم والتزامِكم وتفانيكم، وإنَّ كُنتم بالفعل أرهقتمونا جداً، لكنَ الإنجازَ أنسانا ذلك الإرهاق، إن قائمةَ من نحتاجُ لذكرهِم وشكرهِم تطول ولكن صدارةَ تلك القائمة محجوزةٌ لشبابٍ ليسوا معنا اليوم، ولا يتابعوننا من خلالِ شاشات التلفاز، لكنهم يطلون علينا من جنانِ الخلدِ وعيونهم قريرةٌ بأن دِماءهم الطاهرة لم تَذهب سدىً. إنهم شهداءُ اليمن، شبابُ الثورة السلمية وشبابُ كل الثورات ،".
وقال" والشكرُ موصولٍ للجنود المجهولين من موظفي الأمانة العامة للحوارِ الوطني ومتطوعيها وهم خيرةُ شاباتِ وشبابِ اليمن الذين جمعتهم هذهِ الرسالةُ الوطنيةُ الخالدة ليبذلوا من أجلِها جهوداً تفوقُ الوصف، مواصلينَ الليلَ بالنهارِ لكي يتمكنَ الأعضاءُ من القيامِ بأعمالهم دونَ أي معوقات".
واضاف" هذا الفريقُ لوحده يمثلُ نموذجاً للطاقاتِ الكامنةِ في مجتمعنا الفتّي ، إنهم من أولئكَ المواطنين الصالحين الذين يرونَ أنَ المواطنةَ تكمنُ فيما يمكنُ أن يقدموه لوطِنهم لا فيما يمكنُ لوطنهم أن يقدمَ لهم ، تنظرُ لهم لترى أعينهم تلمعُ بالأمل وتراهم يعملونَ بلا توقفٍ فتستحي أن تتعبَ أو أن تيأسَ أمامهم، أو أن تخذلهم".
وتابع" أن هؤلاءِ الساهرين يستحقونَ الشكرَ والتقدير، ويستحقون أن يحتفوا بهذا الإنجاز كل الاحتفاء ، لن تفارق ذاكرة الوطن هذه الكوكبة المتميزة التي تعمل بحب منقطع النظير من أجل غدٍ مشرق للجميع. عندما توفرت فرصت إستراحة أبَوْ إلا أن يجددوا ألوان شعار مؤتمر الحوار الوطني الشامل على جبل عطان. إنني فخورٌ جداً ان عملت معهم".
وأضاف الدكتور احمد عوض بن مبارك :"بإمكاني أن أسردُ عليكم بالأرقامِ حجمُ ما أنجزوه بحرفيةٍ وأداءٍ عاليين لكنني لن أفعلَ اليوم تواضعاً أمامَ إنجازِ أعضاءِ مؤتمرِ الحوار وترسيخاً لمبدأِ نكرانِ الذات الذي آليناهُ على أنُفسنا ونحن نتولى مسؤوليةَ دعمِ مؤتمرِ الحوار، لكننا سنعرضُ قريباً تقاريرنا النهائية على العموم، تطبيقاً لمبدأيّ الشفافية وربطِ المسؤوليةِ بالمحاسبة الذين أقرّهما فريقُ الحكمِ الرشيد".
وقال" وبهذا نكونُ نحنُ في الأمانةِ العامةِ أولَ من ينفذُ مخرجاتِ الحوارِ الوطني ومقررّاته بحبٍ وشغفٍ وإيمان ، إنَّ نَجاحنا مدعاةٌ للاحتفاء و إنهُا لحظةُ فرحٍ مستحقةٌ لكل اليمنيين الذينَ تأخرت أفراحُهم وأحلامُهم كثيراً ولكنه أيضاً مدعاةٌ لليقظةٍ والالتفافِ حولِ مخرجاتِ الحوار الوطني المشمولةِ في الوثيقةِ النهائيةِ للحوار.
وأكد امين عام مؤتمر الحوار الوطني أنَّ ما تحققّ في هذه التظاهرةِ الوطنيةِ الكبيرة باتّ الآن ملكاً لكلِ اليمنيين، وبعدَ انطلاقِ مسيرةِ التغيير لم يعد بإمكان أحدٍ أن ينتزعهُ منهم.
وقال :"إنّ اكتمالَ الحلمِ رهينٌ بمواصلةِ الدربِ بنفسِ الشغفِ والالتزامِ والحسّ الوطني لإنجاحِ الاستحقاقاتِ المقبلة وأولها صياغةُ الدستورِ الاتحادي الجديد والمصادقةِ عليه، فكما كنّا شركاءَ في المسؤولية الوطنية، وشركاءَ في نجاحِ الحوار، فلنكنّ شركاءَ في بناءِ اليمنِ الجديد، ولنعمل بإخلاصٍ ونضاعف الجهد لأن كثيراً من التحدياتِ لا تزالُ قائمة ولا يمكنُ تجاوزها إلا بالعملِ المشتركِ وبالاصطفافِ الوطني الواسع ".
وأضاف"عبرّنا إلى هذهِ اللحظةِ في دربٍ وصفهُ الأخُ الرئيس بدربِ العبورِ من المتارسِ إلى طاولاتِ الحوار، فتحاورَ المتحاورون حاملينَ معهم عبءَ عقودٍ من الخلافات السياسية وإرثاً ثقيلاً من الآلامِ والدماء، لكنَ كلمةَ "الوطن" كانت هي العليا ، وكانَ صوتُ الإنسانِ المواطن في كافةِ أرجاءِ اليمن هو الحافزُ الذي دفعنا لاستكمالِ المشوار، وهو الإنسانُ نفسهُ الذي قصدت مخرجاتُ هذا المؤتمر أن توفرَ له أسساً للأمنِ والمساواةِ والعيشِ الكريم.
وقال:"وقبلَ أن أختمَ خطابي هذا، سيتقدمُ مجموعةٌ من أطفالِ اليمن يحملونَ الوثيقة النهائية لمؤتمرِ الحوارِ الوطني الشامل ليقدموها للأخ رئيس الجمهورية، رئيسُ مؤتمر الحوار – وهي مشروعهم، مشروعُ مستقبلِ اليمنِ الجديد – فهذهِ الأمانة ليسَ معنياً بها رئيسُ الجمهورية فقط بل كلُ أعضاءِ مؤتمرِ الحوار وكلُ الشرفاء من أبناءِ هذا الوطنِ الحبيب".