أكــــــــد الرئيس عبد ربه منصور هادي على ضرورة نجاح المسار الوطني من أجل مستقبل اليمن الأمن وبكل أهدافه الوطنية الخلاقة نحو بناء اليمن الجديد وتجاوز كل الإشكاليات بكافة تحدياتها وصورها، وهذا النجاح هو من اجل سلامة واستقرار ووحدة اليمن.
وأضاف هادي ،خلال ترأسه اليوم الجلسة الختامية الأخيرة لمؤتمر الحوار الوطني، : «سيستمر المسار إلى ان تتحقق اهداف أبناء اليمن حتى لو أدى هذا الامر الى استشهادي انا شخصيا ومن معي ويجب على الجميع ان يؤمن بأن قوى الخير والعدل والانصاف اقوى واشرف وانبل من قوى الشر والعدوان التي تنفذ هذه الجرائم التي يندى لها الجبين».
وقال رئيس الجمهورية : «نلتقي اليوم مجددا في جلسة العمل الختامية هذه لمؤتمرنا بعد ان تكللت كل جهودكم الصادقة المخلصة بالتوفيق ونجحتم خلال الجلسة العامة الختامية في اقرار التقارير النهائية لفرق العمل الخاصة بالعدالة الانتقالية والقضية الجنوبية وبناء الدولة وكذلك اقرار الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار الوطني».
وتابع : «أوكد لكم بانه لم يكن شعبنا فقط هو من تابع اعمالكم باهتمام وترقب بل العالم كله الذي ظل يأمل ان يتكلل هذا المؤتمر بالنجاح الكامل فأكدتم بان الايمان يمان والحكمة يمانية وان ما قدتموه طوال الشهور العشرة الماضية من جهد كبير ونقاشات مثمرة لابد ان يتعزز بإنجاز الرؤية الجديدة لليمن الجديد، اليمن الذي خرج ابناؤه بالملايين ينشدون التغيير إلى الافضل ويضحون من اجل الحياة الكريمة والامن والاستقرار» ، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
وأشار إلى أن الفريق المصغر للقضية الجنوبية قد أنجز وثيقة الحل العادل للقضية الجنوبية بعد جهود كبيرة وحوارات طويلة ولقاءات كثيرة امتدت لأكثر من ثلاثة شهور، لافتا إلى أن تلك الجهود قد تكللت بتوقيع اعضاء فريق القضية الجنوبية على الوثيقة، واصفا إياها بأنها وثيقة تاريخية بكل المقاييس لأنها خلاصة نقاشات وافكار وتداولات الفريق المصغر.
وأردف بالقول : «ها نحن اليوم نلتقي في جلسة العمل الاخيرة هذه بعد أن انجزتم بتوافق نادر الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار التي تشمل تقارير جميع فرق العمل اضافة الى الضمانات والمعايير للجنة صياغة الدستور والبيان الختامي للمؤتمر ، ولنا ان نفخر بان هذه الوثيقة منتج وطني خالص لكنه يحظى بالدعم والمساندة الاقليمية والدولية».
وتابع الرئيس قائلا: «وهي بإقراركم النهائي لها ستصبح ملك الشعب اليمني كله يحميها ويسهر على تطبيقها ويعاقب من يريد اعاقت تنفيذها على ارض الواقع ، فانتم من خلال هذه الوثيقة تقدمون للعالم تجربة انسانية جديدة في مجال الحكم وادارة شؤون البلاد تضاف الى الكثير من التجارب الناجحة في هذا المجال لدي العديد من دول العالم».
وزاد رئيس الجمهورية : «ولذلك لن نخيب ظن شعبنا بنا ولن نقبل ان تظل هذه الوثيقة مجرد حبر على ورق بل سنعمل على تنفيذها بصورة دقيقة وحرفية وبشكل متدرج خلال الفترة القادمة بعد ان تأخذ بعدها الدستوري وتحظى بموافقة شعبنا العظيم عليها عند الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد الذي سيتم تشكيل لجنة صياغته عقب انتهاء اعمال هذا المؤتمر بموجب المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ، فلكم جميعا اتوجه بالشكر والتقدير على كل الجهد الذي بذلتموه طوال الشهور العشرة الماضية».
واضاف : «من خلالكم اتوجه بالحديث لكل الصادقين الذين يحسون بالخوف والقلق على وحدة شعبنا ووطننا ، ان هذه الوحدة هي قدرنا ومصيرنا جميعا وفيها القوة والعزة والكرامة لشعبنا وبدونها سنعود لمواجهة بعضنا البعض ، بدلا من ان نتفرغ لبناء اليمن الجديد وتشييد دولته المدنية الحديثة».
ومضى الرئيس بالقول : «اقول لهؤلاء الصادقين لا تخافوا ولا تقلقوا من الوثيقة النهائية للحوار فهي ليست كما يشيع بعض المزايدين والمرجفين انها وثيقة تمزيق اليمن وتقسيمه بل اقول لكم وبكل ثقة وصدق انها وثيقة تعزيز وحدة اليمن ارضا وانسانا وهي الوثيقة التي ستشكل جوهر الرؤية التي سنبني سويا بها اليمن الجديد الخالي من امراض الماضي وعصبياته ولا تخلفه وانقساماته».
واستطرد قائلا : «لعلكم تتذكرون اننا عندما بدأنا أعمال مؤتمرنا هذا قبل عشرة شهور كيف جائنا جميعا محملين بأثقال من العداوات و الصراعات الحديثة والقديمة على السواء لكنكم ما لبثتم ان ادهشتم العالم بتغليبكم للروح الوطنية على الولاءات الصغيرة وقدمتم نموذجا رائعا في إدارة خلافاتكم السياسية بطريقة حضارية وبمسؤولية نادرة حتى وصلتم الى توافقات ما كان لها ان تحدث في أي وقت مضي لأنكم جميعا تحررتم من الخوف والحسابات الضيقة وكسرتم الحواجز التي كانت مفروضة عليكم قبل ثورة الشباب وانطلاقا من مشروع التغيير بكل أبعاده الوطنية العظيمة».
واضاف : «من خلالكم اقول لشعبنا اليمني العظيم ان احتكار السلطة والثروة والمركزية المالية والادارية الشديدة وسوء الادارة كلها كانت سبب في معاناتكم طوال العقود الماضية شمالا وجنوبا شرقا وغربا بل وكانت السبب الأساسي إلى جانب الكثير من المظالم في خروج الآلف من أبناء المحافظات الجنوبية منذ عام 2007م مطالبين بالإصلاحات ومعالجة الاختلالات ، تبعهم لنفس الغرض أبناء المحافظات الشمالية في فبراير 2011م ثم تكاتفت جهود جميع اليمنيين لتحقيق هدف واحد وهو انجاز عملية التغيير بغرض بناء دولة يمنية حديثة متحررة من تلك الامراض».
ولفت رئيس الجمهورية إلى أن الوثيقة النهائية جاءت لمؤتمر الحوار الوطني لتضع المعالجات الضرورية لأمراضنا المعقدة المتمثلة في احتكار السلطة والثروة والمركزية المالية والادارية وسوء الادارة ، وثقوا أننا لن نستطيع بناء الدولة المركزية مالم نعطي للمحافظات والمديريات حق اتخاذ القرار فيما يتعلق بشؤونها اليومية الاقتصادية والمعيشية والتنموية وهذا ما تنشده الوثيقة ، فما ورد فيها من مسميات جديدة كالأقاليم والولايات ليس إلا نوع من انواع التنظيم الاداري الجديد الذي سيصاحبه صلاحيات حقيقية للوحدات الادارية بمختلف مستوياتها لإدارة شؤونها وهذا هو الاسلوب الحديث الذي اتبعته الكثير من الدول المعاصرة التي شهدت نهضة حقيقة في شؤون حياتها.
وأكد الرئيس أن الدستور الجديد سيؤكد على وحدة الارض والشعب وسيضع الضوابط اللازمة للحفاظ على الوحدة الوطنية بعيدا عن الاليات والوسائل التي عفى عليها الزمن والتي لم يجني منها شعبنا الا التدهور المستمر في كل المجالات خلال السنوات الماضية.
وخاطب رئيس الجمهورية أعضاء مؤتمر الحوار قائلا : «تأكدوا ان دوركم التاريخي الكبير لن ينتهي بانعقاد الجلسة الختامية يوم السبت القادم 25 يناير الجاري بل ان دوركم سيتواصل خلال الفترة القادمة عبر عدة مؤسسات ومناشط لتكونوا رعاة التنفيذ والتطبيق العملي للوثيقة النهائية إلى جانب مؤسسات الدولة القائمة وسيتم خلال هذه الفترة القريبة القادمة تنظيم وترتيب ادواركم بوسائل عدة وستواصلون جهودكم الكبيرة كلا من الموقع الذي سيتم تحديده فلا وقت بعد اليوم للراحة لأن اليمن يحتاجكم خلال المرحلة التالية حتى نصل بسلام إلى بر الامان مع الاستفتاء على الدستور وانجاز الاستحقاقات الوطنية عقب ذلك والمتمثلة بالانتخابات الرئاسية والنيابية وانتخابات الأقاليم».
وأضاف : «حزب الحق دائما يكون على حق مش دائما غلط»
وردد هادي وأعضاء الحوار هتافات «الشعب يريد بناء يمن جديد» ، مؤكدا أنه طرح في الإنتخابات الرئاسية هذا الشعار ، مضيفا : «عندما أديت اليمين أمام مجلس النواب ، طلبت من جميع أبناء الشعب اليمني إغلاق صفحة الماضي ووضع صفحة جديدة بيضاء نكتب على هذه الصفحة بناء يمن جديد».
وأبدى الرئيس حزنه لمقتل عضو الحوار أحمد شرف الدين ، مؤكدا أنهم أرسلوا رسالة أنهم مع كل وثائق الحوار الوطني مضيفا : «حتى ولو خرجوا ولكني أعذرهم بخروجهم لأن الظرف صعب عليهم وهذا زمليهم وصعب علينا جميعا».
وخاطب الرئيس هادي أعضاء الحوار بالقول : «من أراد أن يخرج يخرج سكتة ليش تصيحوا ولن نخرج وسنستمر وسيستمر الحوار وستفشل قوى الشر» ، مشيرا إلى أن الهروب والخروج هو الضعف.
واستطرد هادي طالبا من الجميع الهدوء : «احترموا بعضكم بعضا لا تخافوا سينجح الحوار».