أعلن القيادي في الحراك الجنوبي محمد علي أحمد اليوم الأربعاء انسحاب أعضاء في الحراك من مؤتمر الحوار الوطني، والعودة الى قواعده في مدينة عدن لـ«النضال السلمي لاستعادة دولة الجنوب».
وهاجم القيادي في الحراك في مؤتمر صحفي عقده اليوم بالعاصمة صنعاء نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني ياسين مكاوي ووصفه بـ«المستنسخ» وقال إنه لا يمثل الشارع الجنوبي وإن شعبه سيعاقبه بالمستقبل.
وطفت على السطح خلال الأيام الماضية خلافات في مكونات الحراك الجنوبي المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني. وشكل أعضاء بالحراك مشاركون في الحوار هيئة تأسيسية من 12 شخصاً قالوا إنها تهدف إلى منع احتكار القرار بيد محمد علي أحمد الذي عينوه عضواً في هذا الهيئة.
وأصدر محمد علي أحمد مؤخراً بياناً خلال ترأسه اجتماعاً مع أعضاء في مؤتمر الحوار ممثلين عن الحراك اعتبر فيه تشكيل «الهيئة السياسية» أمراً غير شرعي، وقرر خلاله فصل مكاوي وخمسة قيادات آخرين من مؤتمر الحوار وتجميد عضويتهم في تكتل «مؤتمر شعب الجنوب» الذي يعتبر أحد فصائل الحراك المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني.
وحول سؤاله عن اختيار هذا التوقيت لاعلان انسحابه من مؤتمر الحوار قبل أن يقدم مبعوث الأمم المتحدة إلى الليمن جمال بنعمر تقريره لمجلس الامن مساء اليوم الاربعاء، وهل هو تهرب كي لا يتم تحديد اسمه كمعرقل للعملية السياسية في اليمن، قال محمد علي أحمد: «على المجتمع الدولي أن يعرف أنه لو اتخذ 100 قرار لن يمر على شعب الجنوب».
واتهم الرئيس عبدربه منصور هادي ضمن أطراف ما أسماها «القوى التي تحاول لي ذراع شعب الجنوب».
وحدد بن علي عودته الى الحوار بشروط بينها أن يتم بين اليمن الشمالي واليمن الجنوبي كدولة ذات سيادة مستقلة وقال«لن ناتي إلى صنعاء مرة ثانية إلا تحت ضمان دولي مكتوب بتقرير مصير الجنوب». حسب قوله.
وفي تلميح إلى إشارة لعدم استبعاد اللجوء إلى السلاح لفصل الجنوب إلى اليمن، قال محمد علي أحمد: «سنناضل بكل الوسائل المتاحة لاستعادة ارضنا وسنلجاء الى الطريقة التي يعرفونها في إشارة منه الى استخدام القوة لنيل الاستقلال».
وظل مناصروه الحاضرين في المؤتمر الصحفي يهتفون باسمه أثناء تحدثه بمصطلحات تتعلق بإنهاء الوحدة التي أبرم الاتفاق عليها في عام 1990 بين شطري اليمن الشمالي والجنوبي.
وقال محمد علي أحمد إن اتفاق الوحدة في ذلك الوقت كان عشوائياً «لانه اتخذ بقرار غير مدروس».
وكشف عن تشاور مع قيادات الحراك في الخارج بمن فيهم وزير الخارجية الأسبق عبدالله الاصنج ونائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض.
وقال بيان صادر عن تكتل مؤتمر شعب الجنوب إن مكون الحراك الجنوبي «التزم التزاماً أدبياً وسياسياً بالمشاركة في مؤتمر الحوار رغم الرفض الشعبي الجنوبي»، حسب تعبيره.
واتهم البيان ما وصفه بـ«نظام صنعاء» بالتعبئة الخاطئة لسفراء الدول العشر ضد «قيادة» مكون الحراك الجنوبي، وقال إن أمانة مؤتمر الحوار «أغرت وحرضت» بعض أعضاء الحراك في الحوار وحثتهم على عدم مقاطعة الجلسة الختامية.
وأضاف «أمانة الحوار دفع أعضاء مكون الحراك للانشقاق عن قيادة الحراك وتشكيل هيئة سياسية وتعميد الاعتراف بها من قبل رئاسة المؤتمر كبديل عن مكون الحراك وقيادته الشرعية».
واختتم البيان قوله إنه رغم انسحابه من مؤتمر الحوار «إلا أن يؤمن بالحوار كمبدأ لا زال قائماً لمعالجة القضية الجنوبية في إطار وشكل ومضمون جديد يحقق تطلعات الجنوب».
من جانب آخر نفت الدائرة الإعلامية في مكون الحراك الجنوبي المشارك في الحوار انسحاب المكون من مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
جاء ذلك في بلاغ صحفي أصدرته الدائرة الإعلامية في مكون الحراك الجنوبي المشارك في الحوار ونقله المركز الإعلامي لمؤتمر الحوار.
واستنكر البلاغ الادعاءات حول إعلان انسحاب الحراك .. مبينا أن هناك بعض الأشخاص يحاولون استثمار القضية الجنوبية وتحويلها إلى مكاسب شخصية .
كما عبر عن استيائه عما ذكر في الإخبار عن حضور قرابة 56 شخصاً من ممثلي الحراك المشاركين بمؤتمر الحوار في الاجتماع الذي عقد في قاعة فندق تاج سبأ .. مؤكدا أن ما جاء في تلك الانباء محض افتراء ومحاولة لتضليل الرأي العام.
وقال :" إن من حضروا ذلك الاجتماع هم في حقيقة الأمر مجموعة بسيطة لا تتعدى 35 شخصاً لا ينتمي منهم لمكون الحراك المشارك في الحوار سوى 29 شخصاً والبقية إما أعضاء جنوبيون في مكونات أخرى أو من الحراسات الأمنية، وجيء بهم لغرض زيادة العدد ليس إلا رغم كونهم في المجموع لا يشكلون أغلبية المكون ولا شرعية الحديث باسمه".
واعتبرت الدائرة الإعلامية لمكون الحراك ما ذكرته وسائل الإعلام بان من حضروا ذلك الاجتماع أعلنوا انسحابهم من مؤتمر الحوار .. عار عن الصحة.
وقالت :" لم يوافق الحاضرون على الانسحاب كونه خيار يضر بالقضية الجنوبية وما تحقق لها من إنجازات".
وأضافت :" لقد حاول من كان يدير ذلك الاجتماع الالتفاف والحصول على تفويض بالانسحاب وتحديد الزمان والمكان للانسحاب في خطوة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن العملية تم التدبير لها مسبقاً".
وأشادت الدائرة الإعلامية في مكون الحراك الجنوبي المشارك في الحوار في ختام البيان بموقف أعضاء المكون الرافضين للانصياع للرغبات الشخصية أو الأهواء المزاجية، وحرصهم على عدم التفريط في ما تم تحقيقه من مكاسب للقضية الجنوبية .
*متابعات