حفلت الأيام القليلة الماضية بأحداث عسكرية متسارعة على الساحة اليمنية، بالتوازي مع جهد دبلوماسي وتحركات مكثفة، بحثاً عن تسوية سياسية لوقف الحرب المشتعلة في البلد منذ سنوات.
ومجدداً عادت محافظة تعز إلى صدارة المشهد ومحور الأحداث، عقب تجدد المعارك العسكرية فيها والتي حققت خلالها قوات حكومة "هادي" تقدم ميداني مهم على التخوم الغربية والجنوبية الغربية للمدينة، قبل أن تلتحق بها محافظة حجة التي شهدت هي الأخرى في اليومين الماضيين تصعيدا عسكريا في أطرافها الجنوبية، وبالتحديد في مديرية عبس.
تطورات عسكرية قيل بأنها تحمل أبعاداً تكتيكية، تهدف إلى تخفيف الضغط الواقع على قوات هادي المتمركزة بمحافظة مأرب، والتي تتعرض لهجمات من جماعة أنصار الله "الحوثيين" متواصلة منذ عدة أسابيع، كما يقول مراقبون.
في حين يرى أخرون في التصعيد الجديد، مجرد محاولة للضغط على الطرف الحوثي من أجل دفعه نحو العودة إلى المسار السياسي والجلوس على طاولة التفاوض، لوضع حد نهائي لحرب منهكة، تقول الادارة الامريكية الجديدة، بأنها ضمن أولوياتها، وأن توقفها سيصب في مصلحتها.
وكانت المبعوث الامريكي الخاص الى اليمن تيم ليندر كينغ، صرح الجمعة الماضية بوجود خطة أمريكية لوقف الحرب جرى طرحها مؤخرا على الحوثيين، خلال اجتماعات عقدت مع ممثلين عن الجماعة في العاصمة العمانية مسقط أواخر الشهر الماضي.
غير أن جماعة جماعة أنصار الله "الحوثيين" سارعت وعلى لسان كبير مفاوضيها محمد عبدالسلام، لفرض المقترح الأمريكي الجديد، باعتبارها تمثل الرؤية السعودية، وتمثل التفافا سياسيا على مطالبهم بفتح الحصار المفروض على مطار صنعاء وميناء الحديدة، حد قوله.
غير أن ليندر كينغ الذي بدا متفائلا بحديثه قبل أيام عن حدوث "تقدم إيجابي" في مسار السلام ووقف الحرب في اليمن، لم يقفل الباب تماما بل تركه مواربا أمام الحوثيين حينما قال الجمعة، وبشئ من الثقة: "سأعود الى المنطقة حينما تكون الجماعة مستعدة لمناقشة الخطة الأمريكية المطروحة".
هل أعطت عبارة المبعوث الأمريكي الواثقة تلك، إشارة على نحو ما بالرهان على ورقة التصعيد العسكري وإطلاق يد قوات هادي، في اليمن المسنودة بالتحالف الذي تقوده السعودية؟.
هذا ما يعتقده الناشط والمحلل السياسي رائد الشرجبي، موضحاً، أن الحرب في اليمن توقفت بشكل عملي قبل أكثر من عامين تقريبا، وبالتحديد منذ توقف المعارك في الحديدة بموجب اتفاق السويد.
وأضاف الشرجبي ، إن البلد تمر حاليا بفترة مخاض تمهيدا للإعلان بشكل رسمي عن توقف الحرب التي خلفت أسوأ أزمة انسانية وباتت تشكل عبئ انساني كبيرا على المجتمع الغربي، فضلا عن تكلفتها الباهضة بالنسبة للأطراف المتحاربة بما في ذلك السعودية.
مرجحاً بأن تكون هناك جولة مفاوضات جديدة في غضون إبريل أو مايو القادم على أعلى تقدير بين الأطراف اليمنية،وخاصة إذا ما أستمر الضغط العسكري بنفس الوتيرة الحالية، بحيث تجد الأطراف نفسها في نهاية المطاف مجبرة على الجلوس على الطاولة.
المصدر / وكالة ديبريفر