عتاب الأصدقاء

حمد محسن النعيمي 04/10/2013 13:50:44

اشره ومشروهي على كل طيّب

ولا لي مشاريهٍ على ناسٍ ارذالي

وفي الناس من لاماه  بالمال تنشرى

وفي الناس من فرقاه   تشرى بالأموالي

بيتان من الأبيات التي يضرب بها المثل في الحكم للشاعر القطري حسن بن حمد آل فرحان النعيمي.. من قصيدة مليئة بالحكم والأمثال وغيرها مما يبحث عنه المتذوق لهذا النوع من الشعر وهي من مائة وخمسة وثلاثين بيتاً كنت أحفظ الكثير منها ولم يبق من حفظي لها إلا القليل وللأسف لما نتعرض له في هذه السنوات من تشويش سببه أحداث الحياة التي ابتلى بها من يبحثون عن الهدوء والسكينة، كلنا أمل أن نسعد بها.. وبكل ما هو راق مما ينتجه المفكرون والمبدعون بإبداعاتهم أمثال من بدأت بأبياته في مقالي لهذا اليوم ابن فرحان، وأعود إلى توضيح السطر الأول من الأبيات عن الشره أو المشروه في قوله أشره ومشروهي: أي أعتب وعتابي على كل طيّب.

وقد يأتي العتاب من الصديق لصديقه عند الإحساس بأن هناك شيئاً من عدم المبالاة وغيرها مما يحدث الشك بين الأعزاء وبالعتاب تتضح الأمور وينتهي سوء الظن أو الشك وتزداد المودة والصداقة بينهما، هؤلاء هم الساعون دائماً إلى المحافظة على الأخوة والمعزة والحيلولة دون توسّع الخلافات .. وهذا ما كان عليه حكماء الناس ومن يتحلون بالحلم وجمع الشمل لا تفريقه ومازال بيننا من هم على هذا المنوال والصفات إن شاء الله.

ومن قديمي أهدي:

ما حقك السفهان

يا نسل ساس المجد والعز والطيب

لا جاء نباهم بالذكر والمروّه

أهل الوفاء والمعرفه والمواجيب

وأهل النبا الطيّب وصدق المخوّه

ما حقك السفهان نكرم من العيب

أنت أعلم بقدرك معاي وسموّه

أدرى واداري مصدر الطيب واثيب

دونك كبحت اللي عنالك بسوّه

ومحدٍ بها الدنيا خلّْي العذاريب

وعذروبي أنّي لك قوي الحموّه

اخذت من جور الليالي تجاريب

وما كل غيثٍ يحيي القاع نوّه

بعض المزن تمطر دمارٍ وتخريب

الى انحت على القاع المخضّر تشوّه

وما كل ما يروى وما ينشر مصيب

بعض الملأ بالزيف تنشب ضوّه

وقود هاذم البشر والاكاذيب

متمرّس بفن الغلط والتموّه

ومدري وش اسباب ارتجاج المشاريب

حتى استوى بين العزيزين هوّه