رئيس اللجنة التحضيرية للحركة السياسية لشعب الجنوب يهنئ بن شاجع بشهر رمضان         أمين عام حزب العدالة والحرية يهنئ بن شاجع بحلول شهر رمضان         اليمن: شخصيات اجتماعية وسياسية تهنئ الشيخ بن شاجع بحلول شهر رمضان     


كتابات وآراء

الحزن يتجول في اليمن

محمد السامعي 04/10/2013 12:32:02

محبط جدا، وأشعر بمرارة كبيرة، هكذا يقول الكثير من اليمنيين نتيجة الوضع السياسي والأمني والاقتصادي الذي تعيشه البلاد المصنفة بين أفقر دول العالم وأكثرها فشلاً في مجالات عدة.

لا مجال لتحسن الواقع يؤكد آخرون؛ فقد انتهى منسوب الأمل وانخفض مؤشر التفاؤل بشكل كبير نتيجة الأوضاع الحالية.

حاليا أكتب بقلم السلام لكني أخشى أن تنفجر عبوة ناسفة قرب منزلي يزرعها مزارعو الحرب والعنف والكراهية قبل أن أنتهي من كتابة كلمات أخطها بحبر التذمر على أوراق الاستياء.

يجعلنا الوضع الحالي للبلاد تائهين، نسبح في بحر من الهموم، دون أن نجد شواطئ الأمان، ونبحر في قوارب خطرة قد تهدد حياتنا التي لم نشعر بجمالها ولو لفترة وجيزة، وأصبحنا نقول وبصوت مثخن بالمآسي «لا مجال للتغيير الحقيقي ما لم يكن هناك توافق من قبل الجميع على مسألة التغيير».

خرج اليمنيون في فبراير من العام 2011 بثورة من أجل التغيير استطاعت بعد أشهر إزاحة الرئيس السابق علي عبدالله صالح بموجب تسوية سياسية رعتها دول الخليج العربي بين الأطراف السياسية الرئيسة في البلاد.

وبعد مرور قرابة عامين من رحيل الرئيس السابق والاستفتاء الشعبي على الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي، ما تزال الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية متدهورة بشكل كبير.

هذه الظروف جعلت اليمنيين يتذمرون من الحكومة التوافقية الحالية التي لم تستطع أن تلبي طموحات اليمنيين في معظم المجالات؛ فمعظم المواطنين يتذمرون من أداء معظم الوزارات التي يملك نصفها حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

اختلالات أمنية كبيرة، وعنف مسلح في عديد من المناطق، وحوادث اغتيالات ينفذها مسلحو القاعدة أو مسلحون مجهولون بشكل شبه يومي.

قتل العشرات من رجال الأمن والجيش في اليمن خلال أشهر، وانهارت معنوياتهم بعد أن تمكنت القاعدة من اقتحام العديد من المراكز الأمنية والعسكرية وبسهولة جدا دون وجود حلول ناجعة من قبل السلطات اليمنية لهذه المشكلات.

في المجال الاقتصادي، مازال المواطن اليمني يشكو من أوضاعه المعيشية السيئة التي لم تشهد تحسنا مقبولاً، في ظل تأكيدات بعض المراقبين من تزايد أعداد الفقراء والعاطلين عن العمل حيث تصل نسبة الفقراء إلى قرابة ثلثي المجتمع.

اتسعت رقعة التذمر من الوضع المعيشي وزادت نسبة الشكاوى من أداء الحكومة الحالية وارتفعت وتيرة الاستياء من الإصلاح الاقتصادي الذي تغنت به حكومات يمنية سابقة لكن دون جدوى.

الخدمات التي خرج الكثير من اليمنيين في ثورة فبراير من أجل تحقيقها لم تتحقق بعد، فمازالت خدمات الكهرباء والمياه تعاني الكثير من المشكلات؛ بل إن مشكلات الكهرباء ازدادت عن الفترات السابقة نتيجة قيام المخربين بتخريب خطوطها الكهربائية في ظل عجز السلطات اليمنية في حل هذه المشكلات.

لا مجال لخدمات صحية جيدة، ولا وجود لخدمات تعليمية مقبولة، في ظل انعدام الجودة في كل الخدمات الموفرة في البلاد.

التغيير بحاجة لوقت طويل كما يقول الكثير من المراقبين، لكن العمل من أجل التغيير الإيجابي مازال يسير ببطء شديد، وهو ما جعل معظم اليمنيين يطالبون بسرعة التغيير في المجالات الهامة.

الوضع السياسي في البلاد مازال يعاني الكثير من الصعوبات، ومازال الاحتكاكات السياسية موجودة وبكثرة رغم انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في مارس الماضي والذي لم ينته بعد، رغم تحديد فترته الزمنية بستة أشهر في ظل انقسام في الشارع اليمني ما بين متفائل ومتشائم بنجاح هذا الحوار.

ورغم تعويل السلطات اليمنية على الحوار في حل الكثير من الأزمات العالقة في البلاد إلا أن هناك من يستبعد عودة اليمن إلى حالتها السعيدة حتى بعد سنوات من الحوار نظرا لضعف ثقة المواطن بالسلطات في تنفيذ مخرجات الحوار.

وفي ظل هذه الأوضاع المضطربة في شتى المجالات سيظل الحزن والألم يتجولان في اليمن بكل حرية، إن لم يعمل قادتها على تطويق الحزن والألم والحد من انتشارهما في البلاد، ولن يتم ذلك إلا في ظل نوايا صادقة من مختلف الأطراف للعمل من أجل يمن خال من الآلام والأوجاع والأحزان.



التعليقات