ألوان العام الجديد .. علم وحلم

خالد الصعفاني 06/01/2014 12:47:28

.. ابهرتني تلك الألوان التي رسمت لوحة العام الجديد من جزيرة ساموا التي ظهرت عليها أول ساعة في أول يوم من العام الميلادي الجديد 2014م إلى نيويورك التي ظلت لساعات تترقب اللحظة وتتجمل لدخول المناسبة وتتزين من أجل احتضان أول يوم وكأنها عروس تزينت لعريسها ولم يبق إلا لحظة العناق لأول مرة حيث تبدأ الحياة للكثيرين أو للجميع كما يفترض بعد ذلك .. 

.. ظللت لساعات أمام التلفزيون متسمرا كحال المسمار واقفا على أرضيته الخشبية .. اتنقل بهلع الطامع ونهم الجائع بين الفضائيات – وشكرا للكهرباء التي لم تنقطع ربما في دلالة على إعجاب كنترول الكهرباء أو ربما مخزي الكهرباء بذلك الجمال المعروض وتلك الألوان التي تشد الواحد شدة القات العال في غرفة لا تسمح بمرور " الشانني " , والشانني عامية ويعني دخول الهواء من بين أشقق أو فتحات النوافذ في غرفة المحشورين للمقيل .. 

.. ساعات لا تمل بين قنوات الأخبار والترفيه خليجية اللسان أو مصريته, عربية كانت أو أعجمية ومررت بلحظات ولقطات لا تكاد تنسى معها موجة الابتهاج بالعام الوليد الذي كان يعني المسيحيين في السابق أكثر من غيرهم، أما اليوم فقد اصبح مقهى ابتهاج وفرحاً وعيداً عالمياً مفتوحاً من كل أصقاع الأرض خصوصا بعد الاهتمام الذي اصبح يبديه مسيحيو الشرق بأعياد الميلاد .. 

.. والاحتفال بأعياد العام الجديد ليست يوما بل تجري لأيام عديدة بين ديسمبر ويناير وتكون ليلة رأس السنة منتصف ليلة الحادي والثلاثين من ديسمبر بمثابة اعلى لؤلؤة في تاج الفرحة بذلك العام .. 

.. التقارير التي تابعتها لأيام وفي مختلف القنوات شهدت على هدايا أعياد ميلاد منكلنوع بين الاهل والمعارف والاحباب .. ووفق أحدها فانه تم انفاق ما قيمته 13 مليار دولار عليها .. وفي المانيا وحدها أنفق الناس هناك نصف نفقات الهدايا في شراء كتب .. 

.. بالمناسبة .. الهدايا لم تكن عطوراً ومكياجات ووروداً وملابس فقط بل شملت وفق بعض التقارير مأكولات ومشروبات روحية ولعباً ومنتجات تقنية وأدوات منزلية ومواد بناء وكهربائيات ربما خدمت فكرة أن الهدية أي شيء يجلب الفرحة على الشخص باعتباره لا يحب هذا الشيء أو ذاك فقط بل يحتاجه أيضا , وهذا ربما سر إهداء الصحون ومغالق الأبواب والكتب ونحوها بمناسبة أعياد الميلاد ..

 

.. شخصيا لا أتخيل ردة فعل ايجابية لأحدهم بعد استلامه عندنا مثلا هدية بمناسبة ما كتابا أو صحنا أو طقم "دساميس" .. ذلك أن الهدية في اذهاننا ارتبطت بما يؤكل أو يستهلك للملبس أو تلك التي تستخدم في الاتصال باعتبار الموبايل ومؤخرا الآي باد أفضل ما يمكن اهداؤه ..!

.. عموما كانت الالوان التي رسمت الفرح باستقبال العام الجديد مميزة على ذلك النحو الذي الهب الحماس والرونق في ليلة دبي الامارات وطوكيو اليابان وسيدني استراليا وبرلين المانيا وروما ايطاليا ونيويورك أميركا..

اخيرا

.. العالم تحدث عن فرحة لا توصف بالعام الوليد واطلقوا معه أملا بحياة أفضل واستقرار عالمي وهدوء بيئي يريح الأرض وسكانها .. ومثلما تمنى العامة تناول بعض الساسة بعضا من الهموم العامة بطريقة مثالية ولكن فقط الأيام من ستثبت صدق الساسة من كذبهم .. ألوان الابتهاج عنت الكثير للعامة حول العالم وجمعت المليارات على الحلم بعالم نظيف وامن , وهم ما ستثبته 365 يوما بدأت الاربعاء الفائت وتنتهي في ذات أربعاء قبل ألوان العام التالي 2015 م ..