عن المغتربين
في الظلام أدفع عنكم العسر ألقيكم في اليسر أحيطكم بنبأ يمحو الكأبة أجردكم من اللهب من العيش في أفق العذابة أسقيكم كأس من صبر يمسح عنكم عرق الملمة .
في الليل ألِيل محاولاً لملمة غربآكم تجبير كل ما كسرته الغربة من كينوناتكم وتصليح ما عطلته عقود السوبة وتجميس ما مزقته من أرواحكم اللدنة واستحداث كل ما بلي من إحساسكم وشعوركم بالعيش الكريم .
في الظلام أحلق فوق سماواتكم الغاتمة أطوف حول أشغالكم المكدة أفتش في أرواحكم جوازات السفر وبطاقات الإقامة أفتق فضاؤكم المرتوق أنفس أفقكم المكبت .
هذه الليلة سأجازف بالقفز سأوثب أليكم متجاهلاً كل نقاط وجدران الحدود لأنفظ عنكم قبار الحقب اللاغبة سأسرق نفس إليكم دون علم أحد لأجر عنكم البائقة ، أسلخ عنكم العاهة أرطم برحاءكم أرجم قدركم المركب أبدد عنكم الغتامة والجهامة .أسحق كل أنمله تظغط بخانقتكم
في الظلام أنفخ فيكم الهدوء والسلام فأنتم الخفقان البعيد لقلب الوطن ، أنتم قامته في الغربة وروحه المغتربة وشغفه المشغوف ويده السخية أنتم حضورنا في الغربة وقربتنا في الوطن .. ندين لكم يارفاق الألق وأحباب الصفاء ندين لممشاءكم ، ومشيتكم ، لسفرياتكم الكابية ، لطاقاتكم المنهوبة لأيديكم السخية وأراحكم الندية .
وحدهم المغتربين اليوم يجسدون عنفوان اليمن وإيمان اليمان وحكمتة اليمانية في الخارج وحدهم من يتقبلوا العيش المكبد كي يعيش الوطن وحدهم المغتربون من يمسهم القهر وهم يشدون الأذرع لحتماء الوطن
ما أكأب الوطن في الغربة ..
ما أشد حرقة الحماوة حين تغدو الحماوة إهانة للذات ، تنقيص من شأن السعاوي التي أنجزتها يد المغترب وبدنيته العاملة
من الصعب أن يتحول المغترب إلى فريسة وطريدة لطقم عسكرية مجردة من الإنسانية وباقات ممهونه مسلوخه من العرف لا يحكمها قانون ولا يظبطها دين ولا يردعها شرع مجموعة ناتجة من طقم الفساد الأخلاقي والإداري فتحت لها السلطة الحاكمة خزانتها ورجمت المغتربين بها كي تغزوهم وتكدر عيشهم وتتحول هذه الطقم مع ريوع الأموال والمحروقات والسجائر ثقيلة الحشيش إلى سجون كيدية وهراوت مطاطية وأسواق إحتيال مشفوع بأختام الفساد القضائى .. تراكمة هذه القوى في الطقمة لتشكل ما يسمى بالكفالة والتي تعمل على تقليص حرية العيش وترسيخ اليقين بأن لا عيش كريم في البلد الكريم . مجموعة من حليقي المروءة وطليقي الشعر ومسربلي الأنوثة تطوي على رأسها هراوات مطاطية سوداء تدعي الكفالة وهي كأبة وكلفة للمغترب .