النسخة كاملة
تغييب عقلاء اليمن وتجاهل تحذيراتهم أدخل البلاد نفقاً مظلماً
13/10/2016 19:13:08

لم يدخر عقلاء وحكماء اليمن جهدا لتقريب وجهات النظر بين كافة الفرقاء والحيلولة دون الوصول الى طريق مسدود، ودعوا مرارا لتحكيم العقل بدلا عن السلاح، وتجنيب اليمن واليمنيين ويلات الحروب ونتائجها الكارثية، وهي دعوات صادقة ووطنية انطلقت من تحذير العارف واحساس المدرك لخطورة المرحلة وعواقبها، الا انها قوبلت بتغييب وتجاهل..!

تاليا حوار مع الشيخ صالح محمد بن شاجع رئيس الهيئة الوطنية الشعبية (دعم وطن) رئيس تكتل قبائل بكيل الوطني أجرته معه صحيفة القدس العربي عام 2012م، وحذر خلالها من كل ما وصلت اليه اليمن اليوم:

 

شيخ قبائل وائلة في اليمن صالح محمد بن شاجع لـ 'القدس العربي': نخشى أن ينزلق اليمن إلى أتون فتنة شاملة والبلد بحاجة إلى إشراك المستقلين لإخراجه من أزمته

30-08-2012م:

صنعاء (القدس العربي) من خالد الحمادي:

ابدى شيخ قبائل وائلة الحدودية مع السعودية الشيخ صالح محمد بن شاجع مخاوفه الشديدة من انزلاق اليمن إلى أتون فتنة شاملة، تأكل الأخضر واليابس وتضر بمصلحة الجميع.

وقال لـ(القدس العربي) ان اليمن يتجه نحو الهاوية، لأن الوضع خطير جداً سياسياً وأمنياً واقتصادياً، 'فهناك بعض الأطراف في اليمن من المحتمل أنها ترغب في جر البلاد إلى حرب متوقعةً النجاح، مع العلم أنه لن يستفيد أحد من اندلاع الحرب وسيخسر الجميع مصالحهم الخاصة و العامة'.

وطالب بإعطاء الفرصة لأطراف أخرى غير الأطراف المتصارعة حاليا على السلطة للمشاركة والاسهام في صناعة القرار لإخراج البلاد من كبوتها وقال 'المفروض إعطاء فرصة لطرف مقبول عند الجميع ليخدمهم و يحافظ على أمن اليمن واستقراره و يدعمه الجميع و تتضافر الجهود، حتى لا ينهار البلد فالتخندق خلف المتارس لا يخدم البلد و الشعب'.

وأوضح أن الأطراف التي يقصدها هنا هي المستقلين، رغم أن التنسيق ضعيف بينهم وقال 'نرى من الضروري التنسيق والالتقاء بين المستقلين وتأطير جهودهم لتوحيد الرؤى و المواقف من أجل خلق توازن سياسي في البلد لخدمة بلدهم و شعبهم، لأنهم أصحاب تأثير وقبول كبير من جميع الأطراف الحالية، فهم أكثر من الأحزاب وبتنسيقهم سيصبحون قوة كبيرة، ضاغطة و مؤثرة، خاصة وأنهم كانوا بعيدا عن الصراعات السياسية لعدم قناعتهم برؤى أطراف الصراع'.

وحول رؤيته لإخراج اليمن من وضعه الراهن قال ابن شاجع ان 'اليمن لم يعد يحتمل أكثر مما يتحمله الآن من معاناة و مآسي، فيجب على أطراف الصراع إتاحة فرصة أمام المستقلين للمشاركة في صناعة القرار ودعمهم من الجميع لإخراج البلد من أزماته الراهنة وتغليب مصلحة البلد والشعب على مصالحهم الحزبية والذاتية وليعلموا أن التاريخ لن يرحم أحدا عمل على المضي في خراب البلاد و ظلم العباد'.

مشيرا إلى أن أسباب بقاء الأزمة السياسية في مكانها وعدم حلحلتها وتوجهها نحو الحل رغم مرور شهور طويلة على توقيع المبادرة الخليجية أكد أن عدم التوافق السياسي بين أطراف الصراع وتهميش العقلاء وأصحاب الرأي و الخبرة هو السبب الرئيسي لذلك.

واعرب عن استيائه من أداء حكومة الوفاق الوطني على الرغم من إشادته بالأعضاء الحكومة فقال 'بالنسبه لحكومة الوفاق الوطني كل أعضاءها رجال أكفاء وعلى قدر المسؤولية ولكن عدم توافقهم الحزبي أثّر كثيراً على أداء الحكومة ولوكانت حكومة مستقله لكان توافقهم أفضل'.

وودعا ابن شاجع أطراف الصراع في الأزمة اليمنية إلى تفويت الفرصة أمام التدخلات الخارجية حتى لا تزيد من تعقيدات الأزمة فقال 'ندعو جميع الأطراف اليمنية السياسية منها والمستقلين إلى الحد من بعض التدخلات الخارجية في شؤون اليمن'.

وطالب الوجاهات الاجتماعية ومشائخ القبائل والعلماء وأصحاب الراي إلى الخروج عن صمتهم حيال الأزمة الراهنة وقال 'يجب خروجهم عن الصمت وعليهم ألا يقفوا يتفرجون على البلد وهو ينجر نحو الدمار والحروب الأهلية، فالصراعات كم دمّرت من بلدان والحروب عمرها ما حققت أهداف الذين يقفون وراء إشعالها وأن الأزمات دائماً تحتاج إلى عقلاء لحلها وإيجاد الحلول التي تُخرج الجميع إلى بر الأمان'.

واكد أن على أطراف الصراع اقتناص الفرصة لإخراج البلاد من أزمتها ووضعها الراهن قبل فوات الأوان و قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة و يعجزون عن حلها.

وقال 'لا زالت هناك فرصة للحل والوضع لازال معقول و بإمكانية الجميع التوصل إلى حلول مقبولة ومرضية للجميع إذا غلّبوا عين العقل ونظروا إلى مصلحة البلد والشعب'.

وأعرب الشيخ صالح بن شاجع عن خشيته العميقة من انزلاق اليمن إلى أتون الحرب الأهلية فقال 'نخشى على البلد من الدخول في فتنة شاملة تأكل الأخضر واليابس ولا تخدم أحدا وسيدفع ثمنها البلد والشعب من الجيل الحالي والأجيال القادمة، فيما لن يجني ثمارها أحد والتي ستنعكس سلباً على استقرار البلد والمنطقه برمتها'.

تجدر الاشارة إلى أن الشيخ صالح بن شاجع هو شيخ قبائل وائلة، الواقعة شمال محافظة صعده، على الخط الحدودي مع المملكة العربية السعودية، وكان لها موقف محايد منذ بداية الثورة اليمنية وحتى اليوم، ويحاول حاليا لفت نظر العالم إلى دور المستقلين والمحايدين وإلى إمكانية إسهامهم الفاعل في حل الأزمة اليمنية التي تتجه نحو التصعيد كل يوم.

 

رابط المقابلة في صحيفة القدس العربي اللندنية:

http://www.alqudsalarabi.info/index.asp?fname=data/2012/08/08-30/30qpt398.htm