النسخة كاملة
رئاسة الجمهورية تنعي المفكر والسياسي اليمني الدكتور محمد عبدالملك المتوكل
02/11/2014 18:48:08

نعت رئاسة الجمهورية استشهاد الكاتب والمفكر والسياسي والناشط والحقوقي وعضو المجلس الأعلى لاتحاد القوى الشعبية الدكتور محمد عبدالملك المتوكل الذي طالته يد الغدر والإجرام مساء اليوم في شارع العدل بصنعاء من قبل قوى ارهابية همجية متجردة من الانسانية وتعاليم ديننا الاسلامي الحنيف.

وأكد بيان النعي أن هذه الجريمة الشنعاء التي جاءت بالتزامن مع الجهود المبذولة لإخراج اليمن من أزمته الراهنة تهدف إلى خلط الأوراق وإفشال تلك الجهود بغية إثارة الفتنة وزعزعة الأمن وإغراق البلاد في الفوضى .

وقال البيان " إن الجمهورية اليمنية قيادة وحكومة وشعبا وهي تعبر عن تعازيها الحارة وخالص مواساتها لأبناء الشعب اليمني وكافة أفراد أسرة الشهيد الراحل لتؤكد أن رحيل هذه الهامة الوطنية مثل خسارة على اليمن لا سيما وأن الوطن في هذه الظروف الحرجة بحاجة ماسة لمثل هذه الكوادر الوطنية الغيورة التي تمتلك رؤى سياسية ثاقبة ومواقف وطنية مشهودة وشجاعة في الدفاع عن اليمن ووحدته واستقراره ".

وأشار البيان إلى أدوار الفقيد النضالية وإسهاماته الوطنية في مختلف المجالات .. حيث كان رحمه الله من أكثر المفكرين اليمنيين تأثيرا في الحياة السياسية اليمنية خلال الثلاثة العقود الماضية .

وأكد أن من قام بهذا العمل الإجرامي البشع والمدان لن يفلتوا من العقاب وسيتم ملاحقتهم من قبل الأجهزة الأمنية للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزائهم الرادع .. معربا عن التعازي الحارة لأسرة الفقيد في هذا المصاب .. سائلا الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان .

" إنا لله وإنآ إليه راجعون ".

هذا وقد بعث الاخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية برقية عزاء ومواساة للأخوة ريدان وانطلاق ورضية وقبول وإلهام المتوكل في استشهاد السياسي البارز والوطني الغيور الدكتور محمد عبد الملك المتوكل الذي طالته يد الغدر والإجرام الساعة الرابعة عصر اليوم أثناء سيره مترجلا في تقاطع شارعي العدل والزراعة.

وأشار الأخ الرئيس في برقيته إلى أن الوطن فقد برحيل الدكتور المتوكل مناضلاً وطنياً كبيراً في ظروف عصيبة وصعبة يمر بها الوطن.. في حين كانت اللحظة التاريخية في أمس الحاجة إلى رؤيته الرشيدة وحكمته الثاقبة تجاه قضايا الوطن وما يمر بها من صعوبات جادة .

وعبر عن أحر تعازيه وأصدق مواساته لأبناء وأسرة الفقيد الذي امتدت إليه يد عناصر إرهابية تجردت من قيم الانسانية وأرادت بعملها الغادر والجبان استهداف الوطن وأمنه واستقراره من خلال استهداف الشخصيات الوطنية البارزة بحجم الدكتور المتوكل الذي كان له حضور فاعل وإسهامات بارزة في مختلف القضايا الوطنية.

 

وأكد الأخ الرئيس أن يد العدالة ستلاحق وتطال القتلة والمجرمين أينما كانوا ولن يفلتوا من العقاب ..سائلا الله العلي القدير أن يتغمد الشهيد بواسع رحمته ورضوانه ويسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين .. وأن يلهمكم وكافة آل المتوكل الصبر والسلوان.

" إنا لله وإنآ إليه راجعون "

والشهيد الدكتور محمد عبدالملك المتوكل من مواليد مدينة حجة عام 1942، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة ابتدائية تقليدية.. ثم اتيحت له الفرصة لاستكمال دراسته في القاهرة التي حصل فيها على الشهادة الثانوية وشهادة الليسانس صحافة من جامعة القاهرة عام 1966، ومن ثم درجة الدكتوراه من نفس الجامعة.. فيما حصل على درجة الماجستير في الإعلام الإداري من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1980م.

ومنذ تسعينيات القرن الماضي بادر المتوكل إلى إنشاء منظمة حقوقية للدفاع عن الحريات والديمقراطية باليمن، وكان له السبق دوماً في هذا المجال، حتى أن غالبية المنظمات الحقوقية الفاعلة باليمن تدين بالكثير للدكتور المتوكل، فهو إما مؤسساً، أو مستشاراً لبعضها أو مشاركاً رئيساً في أهم ندواتها وحلقاتها النقاشية.

وكان الشهيد الدكتور محمد عبدالملك المتوكل قد تولى عدد من المناصب أبرزها رئيساً لمصلحة السياحة وعضواً في اللجنة العليا للتصحيح 1974 ووزيرا للتموين والتجارة 1976م، وكان له إسهامات في تأسيس العديد من الجمعيات والاتحادات الأهلية منها الاتحاد العام لهيئات التعاون الأهلي للتطوير 1973م.

وساهم الدكتور المتوكل في إنشاء التجمع الوحدوي الذي ضم سبعة أحزاب سياسية عام 1989م وتولى رئاسة سكرتارية الأحزاب بعد إعلان (الوحدة المباركة) .. وأسهم كذلك في لجنة حوار القوى الوطنية، وشارك في التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق في 18 كانون ثاني (يناير) 1994.

وبعد حرب صيف 1994 أسهم في تشكيل مجلس التنسيق الأعلى لأحزاب المعارضة وانتخب في 2001 أمينا عاما مساعدا لحزب اتحاد القوى الشعبية، ثم نائبا للأمين العام في 2005، وعضو بالمجلس الأعلى للاتحاد .. كما ساهم بشكل فاعل في تأسيس اللقاء المشترك .

عمل الدكتور المتوكل أستاذا للعلوم السياسية بجامعة صنعاء ، وكان باحثا أكاديميا مرموقا، تميز بطريقته الحوارية الرائعة في التدريس وتواضعه الجًم وتفاعله الكبير مع طلابه وشغفهم وتطلعاتهم التعليمية .

من مؤلفات الشهيد المتوكل " نشأة الصحافة اليمنية مدخل إلى الإعلام والرأي العام والتنمية السياسية والحريات العامة وحقوق الإنسان وكذا العديد من البحوث والدراسات العلمية التي نشر بعضها في مختلف الصحف والمجلات اليمنية والعربية وبعضها لم تنشر.

هذا وقد علمت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بأن الاخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية قد وجه بتشكيل لجنة عليا للتحري والبحث عن الإرهابيين الذين استهدفوا الشهيد الدكتور محمد عبد الملك المتوكل عصر اليوم في صنعاء برئاسة رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء جلال الرويشان وعضوية رئيس جهاز الأمن القومي الدكتور علي الأحمدي وأمين العاصمة صنعاء عبدالقادر هلال ونائب وزير الداخلية اللواء الركن علي ناصر لخشع، وكذلك أي طرف يرغب أن يكون ضمن اللجنة من أولياء الدم.

وقد أكد الاخ الرئيس على أهمية اتخاذ الاجراءات السريعة للقبض على الجناة الارهابيين ورفع نتائج ما قامت به اللجنة سريعا الى الاخ الرئيس.