النسخة كاملة
"حمى الضنك" يلازم أبناء تعز على مدار العام
28/11/2013 18:28:22

قال الدكتور منير سعيد مقبل العبسي ـ رئيس قسم الباطنية بمستشفى الثورة العام بتعز.. بأن مرض حمى الضنك بدأ بالانتشار في الفترة الأخيرة، ولقد استقبل القسم عشر حالات مصابة بالمرض، ومعظمها يخرج معافى منه، ولم نرصد حتى الآن حالات وفاة.. ومن أبرز أعراض الإصابة بمرض حمى الضنك صداع شديد، وارتفاع في درجة الحرارة والشعور بالألم خلف العينيين والمفاصل، وهناك حالات مرضية تشخص على أنها حمى الضنك، ولكنها ليست بحمى الضنك حيث نكتشف أنه وبعد إجراء الفحوصات اللازمة للمريض أنه يعاني من الحمى بسبب إصابته بالتهابات في الصدر نتيجة تعرضه للبرد، وهناك حالات مرضية أخرى مصابة بمرض الملاريا، ولكن هذا لا ينفي حقيقة أن حمى الضنك بدأت في الانتشار في محافظة تعز.


استغراب

وأوضح الدكتور منير بأن هناك من يتساءل مستغرباً لماذا نصاب بالملاريا وحمى الضنك، ونحن في فصل الشتاء والعادة أن هذه الأمراض تنتشر بكثرة في فصل الصيف؟ وطبعاً ـ لا داعي لهذا الاستغراب ذلك لأن فترة الحضانة لبيض البعوض من شهر إلى ثلاثة أشهر فتظهر في الشتاء، وهناك بالفعل حالات أصيبت بالملاريا، وقمنا بمعالجتها وإعطائها الأدوية اللازمة، ووضعناها تحت المراقبة والمتابعة حتى تحسنت وتشافت من المرض تماماً وكانت من بين هذه الحالات نساء حوامل.. وأما بالنسبة لمرض حمى الضنك، وكما قلت سابقاً تكون أعراضه واضحة ومصاحبة بانخفاض شديد للصفائح الدموية، ولدينا في المستشفى جهاز طبي لفصل الدم، وعن طريق نقل الدم يتشافى المريض ويتحسن من المرض.. وبما أن تعز تعد من المناطق الموبوءة بالملاريا فإننا نضع أول مرض في القائمة الملاريا، ويليه حمى الضنك، ومن ثم الأمراض العادية، ولكننا نستبعد في الفحص أولاً تشابه أعراض الملاريا مع حمى الضنك في انخفاض شديد في كريات الدم البيضاء، ولكن هناك فحص تفريقي، ونحن نعتمد وبشكل أساسي على الانخفاض في الصفائح الدموية لأنه يعد مؤشراً تعريفياً بالإصابة، بالإضافة إلى الأعراض كلينيكية كالصداع الشديد، وحمى وألم خلف العينيين، وهذه الأعراض قد تتشابه مع أعراض الملاريا، ولكن الفحوصات هي التي تحدد إذا كان فحص الدم قد أثبت الإصابة بالملاريا..


أسباب انتشار المرض

وأكد الدكتور منير العبسي: بأن هناك عدداً من الأسباب التي ساهمت في انتشار أمراض الملاريا، وحمى الضنك في محافظة تعز منها ـ المياه الراكدة وقيام الناس بتخزين المياه في براميل مكشوفة، وغير صحيح ما يشاع بأن اللاجئين هم من نقلوا المرض..


حمى مجهولة المصدر

ومن جانبه يعتقد الدكتور رضوان العبسي ـ رئيس قسم الإسعاف والطوارئ بمستشفى الثورة.. بأن معظم الحالات المرضية والتي تفد إلى قسم الإسعاف ليست مصابة بحمى الضنك، وإنما مصابة بحمى فيروسية مجهولة المصدر وأعراضها تشبه تماماً أعراض حمى الضنك، ولقد اكتشفنا ذلك من خلال الفحوصات التي تجرى للمريض فالصفائح الدموية تكون عند المريض المصاب بحمى الضنك أقل من مائة ألف، وكريات الدم البيضاء يقل عددها عن أربعة آلاف ولقد استقبل القسم أعداداً قليلة من هذه الحالات والمصابة بحمى الضنك، ولم يتوف منها أي مريض، وعلى عكس السنة الماضية فقد كانت الأعداد المصابة كثيرة، وتوفي منها الكثير من المصابين بحمى الضنك، وتكون مصدر الإصابة بهذا المرض هي القمامة، وبرك المياه الراكدة، وعدم القيام برشها بالمبيدات القاتلة للبعوض الناقل للمرض وركود مياه مجاري الصرف الصحي في الشوارع، وعدم القيام بردم حفرها ويجب على أي شخص يصاب بأعراض الحمى سرعة الذهاب إلى الطبيب مع وجوب الإكثار من شرب السوائل الطازجة.. وعلى الرغم من ذلك فإن 90 % من الحالات التي استقبلها القسم ليست حالات مصابة بحمى الضنك.


أدوية مجانية

وقال الدكتور رضوان بأن القسم يقوم بصرف جميع الأدوية اللازمة لمعالجة المرضى مجاناً وبدون أي مقابل، ومن بينها المحاليل الوريدية والتي أصبحت متوفرة لدينا بكثرة على عكس الأعوام الماضية، فقد كانت أعدادها قليلة جداً، ولا تزيد عن أثني عشر محلولاً وريدياً في الأسبوع الواحد، وأما الآن فقد توفرت لدينا بكثرة، وأصبحت يغطى جميع الحالات المرضية والوافدة إلينا.. وبالمثل أصبحت تتوفر لدينا أدوية مصل الثعابين، وأيضاً المهدئات غالية الثمن ويتم صرفها مجاناً للمريض.

 

*الجمهورية