الاحتماء بالدولة

 الاحتماء بالدولة والانتماء لها هو المخرج الوحيد في اليمن لمواجهة كافة المشروعات الصغيرة والعصبوية التي تعيق مسارها وتعطل القدرات التي تسعى إليها أملا في الإبقاء على المصالح غير المشروعة أو الذهاب صوب مشروعات تشكل تهديدا للنسيج الوطني والاجتماعي.

- ليس هناك من حل أمام القيادة السياسية غير أن تلوذ بالدولة وتحتمي بها وتعمل بكل جهد من أجلها لاسيما وقد وضعت الثورة الشعبية كل ثقلها خلف مشروع الدولة وحددت معالمها الرئيسية وهيأت الأجواء من خلال الحوار الوطني وغيره من الفعاليات التي تحاكي عملية التغيير لتنتظم في مسار عملية طويلة من إعادة بناء الدولة وفق أسس حديثة وعصرية.

- تتحمل القيادة السياسية مسؤولية هذه المرحلة الآن التي لم تشهد اليمن لها مثيلا من قبل للخروج من عهد اللادولة إلى عهد الدولة في ظل تحديات جسيمة وكبيرة يعلمها الجميع وتحتاج لقدرات فائقة ونوايا صادقة لإذابتها والتغلب عليها وإلا فإنها ستعيق التقدم صوب الدولة بطرق ووسائل شتى لأنها- أي تلك التحديات تعايشت مع واقع لا وجود للدولة فيه- وتأبى مغادرته، تحديات لها مشروعاتها وشخوصها.

- إن هيكلة القوات المسلحة والأمن وبناء جيش وطني بعد معالجة كافة المظالم المتعلقة بهذه المؤسسة الوطنية يعد خطوة من خطوات الاحتماء بالدولة والذهاب إليها، كما يعد الحوار الوطني خطوة أخرى هامة من خطوات الاحتماء بالدولة لأنه يمثل المؤسسة التي يفترض بها إعادة صياغة وهندسة شكل ومضمون الدولة الجديدة. وهناك خطوات عديدة يفترض أن تتم وتتعلق بحل كافة الملفات والقضايا الحقوقية وبسط نفوذ الدولة وفرض هيبتها في وجوه المخربين وأصحاب المصالح غير المشروعة وغيرها من الخطوات ضمن منظومة متكاملة من الإصلاحات التي تعيد للدولة مكانتها وهيبتها في المخيال الشعبي والذهنية الاجتماعية بعد عقود من الفشل والإخفاق الذي رافق بناء الدولة في اليمن عجزت خلالها من تقديم أبسط الخدمات الضرورية لمواطنيها.

- على القيادة السياسية التسلح بالرغبة الكبيرة بالذهاب نحو الدولة وتسخير كافة الإمكانات لذلك وتوظيف كل الأدوات والتمسك بالمكتسبات الثورية وحركة الشارع الجماهيرية وعدم إغفال دور الشباب الذين كان لهم الفضل في إطلاق أفكار الثورة ومن ثم تفجيرها وقيادتها لتنجز بعضاً من أهدافها المرحلية في طريق إنجاز ما تبقى رغم كل التحديات.
- الاحتماء بالدولة هو السبيل الوحيد في مواجهة كل المشروعات التي تحاول تعيق مسار الدولة وهي توليفة من مشروعات مراكز قوى ومشروعات سلالية وتفكيكية تعمل بتناغم كبير ضد فكرة الدولة القوية والحديثة.