رئيس اللجنة التحضيرية للحركة السياسية لشعب الجنوب يهنئ بن شاجع بشهر رمضان         أمين عام حزب العدالة والحرية يهنئ بن شاجع بحلول شهر رمضان         اليمن: شخصيات اجتماعية وسياسية تهنئ الشيخ بن شاجع بحلول شهر رمضان     


كتابات وآراء

أهمية الموروث الشعبي في تحقيق النجاح

عيضة علي زياد الوايلي 02/10/2013 07:30:59

تحفل الذاكرة الشعبية لسكان المناطق الشمالية الشرقية من اليمن بالأبيات الشعرية الهادفة التي تعمل وتحث الإنسان على إيقاظ الهمم وإنجاز الأعمال والسعي وعدم التواكل ، وفيما يلي شذرات من هذه الأبيات .

1- الدندنة والمغاني ما تجي بالبنات * * * ولا يجيء بالبنات إلا عدود الميات[1]

وهذا من الأبيات الشعرية الجارية مجرى المثل ، يضرب للرجل يكتفي بالتمني وفيه مناشدة لضعيف العزم وخائر الهمة أن ينشط ويعمل وأن يكف عن الهزل إلى الجد وعن التمني إلى السعي ، فلا شيء يجيء بالمجان ولا شيء يتحقق بالصدفة .

2- من أتبع المشراق عصر وباكر *** نور على مال الرجال يطوفه

3- ولا يشعب المسنا ولا به مسقى *** ولا يشعب المعلول قولة ليت

والبيتان يؤكدان على أهمية السعي وترك التمني والراحة . [2]

4- يا من يبا له بر ما قال هوني *** يسرح وعاد العالمين رقود

5- من يبا العز لا يشرب من البارد *** يشرب المر لا من جملة أصحابة [3]

6- بانقلقل : بانشد من طلب ربي رشد

القلقلة : الإنتقال والرحيل ، وفي ذلك إشارة إلى أهمية السفر كوسيلة من وسائل التغيير ، وتحسين الوضع المعيشي للفرد ، وهو ما يتوافق مع قوله تعالى ( ألم تكن أرضي واسعة فتهاجروا فيها ) . ومثله قولهم أيضاً .

7- لا خير في رجلٍ ما يقولون غايب *** ولا خير في رجلٍ يطول مغيبه

والبيت الأخير يستحث الرجل على استشعار المسؤولية تجاه بيته فكفى بالمرء اثما ان يضيع من يعول فعلى من يغيب عن بيته وأهله طلباً للمعيشة أن لا يطيل في غيبته ولا ينسى أهله فلهم حقوق عليه .

كذلك تستحث الذاكرة الشعبية الإنسان إلى إعمال العقل والتخطيط للعمل والإحتراز وإلى إتمام الأعمال ومواصلة السير بهمة لا تنقطع حتى يحقق الإنسان هدفه وينجز عمله وهو ما يظهر من الأبيات التالية .

8- لي ما يداريها وهي عند بابه *** لحقها إلى مصر العراق ويهون

أي إن الذي لا يتدارك الأمور قبل استفحال المشاكل وتفاقمها فإنه سيرضخ في النهاية إلى عواقبها وسيتحمل نتائجها السلبية وهو هين وحقير ومغلوب على أمره .

وهذا ما يتوافق مع قول المصطفى:( مداراة الناس نصف الإيمان ، والرفق بهم نصف العيش ) .

9- لي ما يزن قبل يقطع *** قطع وجاء مقطعة شين

وهذا البيت يبين أهمية التخطيط والبرمجة لكل مشروع قبل البدء في تنفيذه .

10- بنيت ياباني وخليت فرضة *** ولا باني إلا من بنى الفرضات

وهو يحث الفرد على السعي والمواصلة حتى تحقيق الهدف وبلوغ القمة ، وعدم التوقف في منتصف الطريق .. وحول هذا يقول مدير معامل البحث في شركة

( جنرال موتورز ) لقد كان دأبنا في كل اختراع إخفاق بعد إخفاق ، ولا نصيب من النجاح ، إلا قدراً يسيراً يكفي لإحياء الأمل والمضي في البحث ، إن الإخفاق يبلغ 99.9% في كل بحث عملي ، فإذا نجحت مرة فقد أشرفت على النهاية .

وهكذا الإنسان الناجح يجب أن يواصل السعي حتى يحقق ما يريد ، ونفس القول في معالجة المشاكل حيث لا ينبغي ترك فرصة أو ثغرة من شأنها أن تعيد الخلاف بين طرفين متخاصمين ، بل لا بد من حل القضية والبت فيها .

وقريب منه قولهم :

11- ختموها بجيدة تجي جيدة *** والفسالة ما حيلنا فيها .

كما توجه الأبيات الشعرية المستقاة من الذاكرة الشعبية الأفراد إلى التوكل على الله تعالى وعدم التردد ، على اعتبار التردد سكين كليلة تقطع على غير انتظام وتترك خلفها أجساداً مشوهة .. وكذلك إلى عدم التفكير في الفشل بإعتبار الأفكار تجذب الأقدار ، وذلك يتضح من قولهم :

12- ياذارياً بين الغبر والحمي *** توكل على الله لا يهمك همي

إنهم يتوكلون ولا يترددون ، والتوكل من صفات المؤمنين الناجحين إذ أن عليه أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح ، ذلك ماثل في قولهم .

13- ما على إلا أذرى صيب *** وعلى الله النصيب

14- إما العمل بين نعمل *** وإما الصلاح هو على الله

وعليه فهم لا يهتمون بالنتائج بل يرضون بالقدر والواقع بروح ممتلئة بالأمل والتفاؤل والثقة بالله تعالى : حيث يقولون :

15- يا ذا المشتي لا يهمك ما راح *** المال يغرم والقليب سماح[4]

إنهم يسعون إلى العمل ، ويقبلون على المشاريع مراعين في ذلك قدراتهم

وإمكانياتهم ولا ينتظرون الأمور حتى تصبح على ما يرام فذلك لن يكون في تفكيرهم وذلك في مثل قولهم :

دراج بالحاسر ، ولا القطيعة *** ومن معه حاسر فلا يبيعه [5]

كذلك تبين الابيات الشعرية التي تحفل بها الذاكرة الشعبية لآبائنا الاولين الى اهمية وضع الأمور في مسارها الصحيح مثل قولهم :

16- يا عم طير البدو وما يألف القرى *** وطير القرى ما يألف البدر دايم

حيث يشير البيت إلى حقيقة من حقائق الحياة وهي أنه لكي تنجح في عملك لا بد أن يكون مناسباً لك وانيكون لديك خبرة في مجال عملك ، وإلا فسيحدث شيء من الوحشية وعدم الألفة بينك وبين هذا العمل من شأنها أن تؤثر سلبياً على نسبة نجاح هذا العمل .

وهو ما يسمى بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب كضرورة حتمية لتحقيق السعادة والنجاح للفرد والمجتمع .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] وللبيت روايات أخرى منها .. إلا من أصبح وبات .. وإلا من بكر وبات .

وإلا عدد ربيات .

[2][2] المشراق : مكان شروق الشمس المسنا : الري نور : أصبح

يشعب : ينفع .

[3] يبا : يريد هوني : إرتاحي يسرح : يبكر

[4] المشتي : الزارع في فصل الشتاء ما راح : ما هلك من البرد

يغرم : يتبدل ويعوض القليب سماح : القلب صبار

[5] الحاسر : الثور الكسير دراج : التدرج واللطف به



التعليقات